عدت أدراجي وحيد
فى مسالك الشرود
عدت مهزوما بلا وعود
من سفر قدر بلا هوية كالمفقود
من رحلة يأس بلا حدود
عدت منكسر الخواطر
مثقل الخطى أعياني السفر
هنا عاد بي المكتوب والقدر
عبثا كنت أناجي السراب
عدت من رحلة عذاب
كجندي أنهكه دمار الحرب
عاد يتأمل مدن الخراب
يسلك فيها دروب الضياع
بين روح كيانه انكسار ضلوع
هنا كنت ذاك الشاب الفتي
كان يتطلع إلى أمل عمر آتي
كان يجوب فيه الأزقة
كان يحلم برخاء المدينة
يتحاشى الإكتظاض والزحمة
كنت غريب حتى مع نفسي
كنت وحيد فعدت أبحث عن ذاتي
عن أنزوائي عن غربة روحي
كل المدن أخذت نصيب من رحلة شبابي
من عنفوان قوتي وانهزام ضعفي
من بسمة الأمل ورقصة صباي
كنت كالفراشة من زهرة لزهرة
أحلق كطير فى سحر جمال الحياة
اليوم أنهكني السفر عبر الزمن
عدت مهزوما أشفق على قلبي من المحن
أتذكر وذاكرتي أطول من العمر
مثقل الخطى أعياني هزيمة القدر
عتمة ظلام دامس ووحشة روح
كلي خفايا أسرار غربة وجروح
حتى أطراب الحي تغيرت عنهم ملامحي
تغيرت نبرات لهجة صوتي
أصبحت أشك حتى فى هويتي
غابت عني تلك المسالك لبيتي
أصبحت مقيد بذاكرتي وحاضري
أرهقتني رحلة البحث عن ذاتي
عدت ويا ليتني ماعدت لآهاتي
سوف تجمعني وحدتي وعزلتي
قدري انزوائي وغربة روحي
أتذكر وذاكرتي أطول من عمري
قصيدة : عدت
الشاعر منير صخيري تونس
الخميس 07 مارس اذار 2024
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق