مجلة ضفاف القلوب الثقافية

السبت، 2 مارس 2024

محض ذاكرة بقلم كريم خيري العجيمي

محض ذاكرة..!! 
ـــــــــــــــــــــ
-#ثم_أي..
وهزمني غيابك..
هزمني جدا..
فما قيمة النص يا سيدتي، حينما يهاجر المعنى..
غريب، إذا هاجرت لغتي..
أخبريني، ماذا يعني المنفى، غيرَ أن يموتَ في صدورنا البكاءُ؟!..
فماذا بوسعِها أنْ تفعلَ الحدائقُ، بعدما تغادرها العصافير؟!..
كيف يسعها حينها، أنْ تصفَها الكلماتُ؟!..
أخبريني..
كيفَ أقاسمُ الغربةَ فزعي؟!..
كيف يمكنني أنْ أعانقَ ظلي المسجى على الجدران؟!..
ولم يعد لي هنا من المعارفِ سواه..
هل من الممكن أنْ يرشحَ لي الخوفُ صفرًا جديدًا، أتسلق على كتفيه لبدايةِ أخرى أكثر حماقةٍ، قبل أن يأخذ بيدي السقوطُ إلى السقوطِ..
كيف يمكنني أن أخذلَهُ حينها لأتكئ، وأنا لاأجيد إلا الركض خلفَ القاعِ..
أتعرفين؟!..
وصرتُ كبلادِ حزنٍ، لا واقع لها إلا في خيالِ مكلومٍ..
يااااا لكلِ هذا الغباء..
على من أُلقي بكل هذا اللوم..
على القطاراتِ بعد انطلاقِ الصافرةِ؟!..
أم على المحطات الغريبة حينما تفتحُ ذراعيها بالإجبار؟!..
لاأدري كيف تبدو ملامحي الآن..
ولم أعد أذكر شيئا عن تقاسيم وجهي..
لكنني أوقن، أن الغربة هنا تسوس قطعان نبضي..
ولأن الحب في قواميس اليتامى، دمعة شوق، ودمعة حرمان.. 
حاولت مرارا أن أسجل اسمي، ولو على قوائم المحرومين، لأخفف وطأةَ الدموع..
لكن..
هل لكِ أن تمنحيني وجهًا لأبتسم؟!.. 
فقط،،،،
ذاتَ الوجه الذي سلبتِه مني ذاتَ خديعة..
لستُ أطمعُ في سعادةٍ أخرى..
لكنهم أخبروني أنه يموتُ شهيدا، من جاهد ليقاومَ سحرَكِ..
ومنذ ذلك الحين وأنا أُخْطئُ الدربَ، كلما أردتُ الهربَ..
فأعودُ إليك وأنا أضحكُ، ملء الندم..
من حزني.. 
من جزعي.. 
من عجزي..
ومن وجعي..
هل لك أن تمنحيني وصفا؟!..
ليكون العدم-ولو لمرة-ذا معنى..
لتكون الخسارة أكثر نبلا..
لتكون الهزيمة أشرف من انتصاراتي السابقة..
أيا تلك الغريبة..
كيف لي أن أشتري وطنا؟!..
كيف لي أن أفر إلى منفى؟!..
وخطيئة وجهك تلاحقني كلعنة..
وما زلت أبحث عن خيبة أقل وقعا..
أتهاوى برفق، أتداعى.. 
ثم أمضي إلى جهاتك الست..
لاأعرف، كيف أنسى..
وكل ما هنا محض ذاكرة..
انتهى..
(نص موثق)..

النص تحت مقصلة النقد..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق