حاضنة النجوم اللامعة كالدرر
حاضنة الأرواح المسافرة يكسوها التعب
تجتمع الكواكب ووجه القمر
تتفايض تلك السحب النورانية
من مكان واحد
تتسلق جدران السماء الواسعة
تغرس في عمق الغمام النقي
وروداً وعطوراً
وصور
لتلك الأرواح المنهكة
من أرضٍ لا تشبه رماد الأرض
ولا تشبه الأحلامُ أحلامَ البشر
ذاك الغمام النقي يعشق رائحة المسك
وتلك العيون التي تحمل الحنان
وكل الجنان تنزوي فيها
عيونُ أبطال غزة تحمل مفاتيح الجنان
ويتنفس من عمقها الصبح
فيا أيها الكون أمعن البصر
أيتها الحاضنة البعيدة مهلاً
فإني سمعت زفير النار
ووجع المكان البعيد
ورأيت الريح تحمل دموع وطنٍ
وشوارع يكسوها اللون المرعب
دمٌ يغطي وجه الأرض
فيحمر حزناً وجه السماء
يسقط الكون حين يعلو سوط البكاء
تذوب النجوم لوجع طفلة
يرعبها صوت الموت المتغطرس
يحصد أرواح الأبرياء
أيتها الحاضنة النورانية لقد سقط التاريخ
والحضارة نائحة يفتك في عمقها الخوف
وأرصفة الجوع وانكسار بحر غزة
وحروف الأبجدية
حتى لغة الضاد هَوَتْ
فما عادت قصائدنا عصماء
إني طرقت أبواب القلوب لعلّ
بعد هدوء الغبار تشرق شمسٌ
أو أن تبتسم رغم جراحاتها فلسطين
هل تعرفون ما جرى لتلك الأرض
وطرقات الحكايا
وعزف الناي ورقص المرايا
وجبال الشموخ وغناء الصبايا
لقد رحلت من كلهم الأرواح
وشابت جدائل القمر
حين دفنت النجوم كل الأفراح
من منا يحمل المفتاح
مفتاح السعادة فقدناه
حين بكت غزة
وسقطت كرامة أمة بائسة
لا تجيد حتى أبجديات النواح
أيتها الحاضنة النورانية
اني دفنت قصيدة عمري
ما بين جثة وأخرى
ما بين دمعة وأخرى
وودعت الحروف بلا صوت
فلقد سقط الصوت لحظة الإجتياح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق