مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الثلاثاء، 2 أبريل 2024

بينَ رُكامِ الكَلِماتِ بقلم: فؤاد زاديكى

بينَ رُكامِ الكَلِماتِ
بقلم: فؤاد زاديكى

في غَمرةِ الكلماتِ و شجنِ الألحانِ، و بينَ رُكامِها,
أحيا أنا، في عالمِ الشّعرِ و دوافعِ الإحساسِ،
أصوغُ من خيُوطِ الحروفِ، المُنتَقاةِ مِنْ وَجَعِ الأيَّامِ,
أرسمُها لوحاتٍ بارعةً، تحكي عنْ قصّةِ وُجداني و بَواعثِ أحلامِي.
أنا، في عُمق الكلماتِ، أجدُ همَّ وطني، حينَ يكونُ حُرًّا,
أعيشُهُ, أتفاعَلُ معَهُ, ليمتزِجَ بهمّي.
حيث ينبضُ القلبُ بالعشقِ المُمتِعِ, و الاستمتاعِ بروعةِ الجمالِ،
أرسمُ في سماءِ الشّعرِ مدائنَ الأمانِ، و قُصُورَ الأمانِي،
أتركُ الأحلامَ النّدِيّةَ, ترقصُ على أنغامِ القصائدِ، لتشبعَ من روحِ معانيها
و تتناغمَ مع تيّاراتِ هياجِها
أنا، في غياهبِ الحياةٍ، و معارجها، أحملُ مواويلَ الأمل، و سحائبَ الرّجاءِ،
كي لا أشعرَ ببؤسِ الحياةِ, فأرى وجهَها الكالِحَ لَيلَ, نَهَار.
و عندما تَضيقُ بِيَ الدّروبُ و السُّبُلُ، أبحثُ في شِعرِي عن النّورِ، و في وحدتي عن هدُوءٍ منشودٍ، و في عثرَتِي عَنْ طَوقِ نَجَاةٍ.
أحيا، بين طيّاتِ الكلماتِ، لكي أُحْيِي أحلامي الجميلةَ، التي كادت تغيبُ عن واقعِي,
و أنا أسردُ قصّةَ حبِّي وألمِي وأحاسيسي الصّادقة, لِمَنْ يُرِيدُ أن يَرَى و يُحِسَّ.
في عالم ِالشِّعر، أجِدُ السّلامَ و الوئامَ، فأعلِي, و أُهبِطُ كما تهوى صوَرُ مُخَيِّلتِي,
المُشبعَة بنزيفِ الحروفِ الدفّاقةِ المِعطاءِ, بلا حُدودٍ.
أعيشُ بلا حُدودٍ, و بدونِ قُيودٍ،
فهل هيَ عبقريّةُ الشِّعرِ, أم جُنُونُهُ؟
أنا هُنا، بين الكلماتِ، على رصيفِ الحياةِ,
أعيشُ حياتي بكلِّ جوانِبِها،
أحيا، في عالمِ الشِّعرِ، مُنَغِمسًا من قِمّة رأسِي, لأخمصِ قَدمِي,
بكُلِّ ما أوتِيتُ من شَغَفِ المَعْرِفَةِ, و مِنْ رُوحِ الإبداعِ.
ألمانيا في 2 نيسان 24

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق