مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الاثنين، 1 أبريل 2024

الجمال سر الوجود بقلم نورالدين محمد نورالدين

الجمال سر الوجود 
:
الجمال متعدد الأوجه :
إن الجمال المبثوث في الكون من وحي الإله؛ وكامن في الإنسان شكلا وروحا وعقلا ٠ 

والجمال المعنوي راسخ في الحياة والحب الحقيقي والمرأة الحبيبة والأمومة : والطفولة وكل المتع وحتى في المثابرة في العمل:
ومناظر الطبيعة الخلابة والإيمان الخالص
 بالله عز وجل والتسامح والرحمة ؛ والأخلاق الحميدة والمعرفة والعلم والفن الراقي والشعر والموسيقى ٠ 

‎ولعل الجمال الحقيقي هو جمال الإله الذي يشرح الصدور وموجود في دين الإسلام وجملةالمبادىء والقيم  

‎وفي هذا الصدد نتطرق إلى الجمال الكامن في الإحساس والوجدان  
‎وتحديدا من منظور شعري 
رومنطيقي : 

       (الرومنطقية ومفهوم الجمال)

يرى الرومنطقيون أن الجمال كامن في الإنسان فهو الوحيد الذي يدرك قيمة
الحسن والبهاء في الوجود. فالإنسان الحساس صاحب الحس الصافي النقي متبصر بكل الأشياء البديعة في الكون.
عكس من هو متحجر الوجدان ؛ فقلبه الحساس وخياله المجنح في الأفق الرحيب هو الذي يجعله يتأمل ويتمعن العالم بأسره ومن حوله ويشعر بالأنشراح والبهجة ولذة النظر إلى الكون وكيف صاغه وسخره الله جميلا بديعا صالحا لخدمة الإنسان في ذاته وكيف سيتعامل معه هو : كخليفة لله في الأرض مخير مهاب بملكاته العقلية الراسخة في المعرفة والفهم والتصرف في كل الموجودات والإستنقاع بها ونفع الغير كذلك: فيستثمر الطاقات وينتج ويتفاعل : وهكذا فالإنسان يعيش بالجمال وللجمال : فالحب والحنان والأنس والألفة والفرح والهدوء والطمأنينة والخيال السابح كلها مفاهيم ومشاعر فياضة عذبة قائمة في الوجدان الصافي الذي لم تعكره همجية ولا قبح
 أو دنسه فساد من ملوثات بعض العقول المريضة والقلوب الحاقدة المتحجرة التي
 لا ذوق لها سوى العبث واللامبالاة بجمال الوجود ٠ 
 لذلك دعا أبو القاسم الشابي شاعر الخضراء إلى العيش وفقا لمنطلق الشعور نفسه قائلا :

 " عش بالشعور والإشعور : 
           فإنما دنياك كون عواطف وشعور " 

كما قال إيليا أبو ماضي : 
"عش للجمال تراه ههنا وهنا 
            وعش له سر جد مكنون " 

وقد دعا الشاعر الرومنطيقي إلى التخلص من القلق والتشاؤم بالإستمتاع بالحياة والتجوال في الأماكن الجميلة : وتأمل سحر الكون وجمال المناظر الطبيعية الخلابة : واستقى مواطن الجمال فيها ليبرز قيمتها في حياته ٠ كما تحسر الشاعر على عدم تمتع الإنسان بالنعم حين يتقيد بوهم الهواجس والكوابيس والهموم ومتاعب ومشاكل الحياة فيضعف ويحبط ويستسلم لها :
وتوجه لكل إنسان محبط متشائم  
لتحفيزه على الإقبال على الحياة معددا له مواطن الجمال فيها ،
فكانت الطبيعة أية الجمال فهي :
بمثابة الجنة برياضها الساحرة
 من إبداع الإله الخالق 
 * بديع السماوات والأرض * 
     فهي المجأ والملاذ ٠ 

      وصفوة القول فإن الرؤية الجمالية
 عند الرومنطقيين متأسسة على الإنسان نفسه وهي إستجابة لمنطق الخيال وشعور القلب 
فالجمال الحقيقي يختفي وراء الموجودات ويدرك بالقلب والروح الجميلة كذلك والبصيرة 
..
نورالدين محمد نورالدين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق