حفل وداع
أطير ثملة فوق الرياض
تستدعيني زهرات ندية
تتلمظ شفتاي أحلى الأطباق
تراودني كقصيدة عنيدة
و بعض الأوزان تتراقص
فعولن مفاعيل أنا بحر الطويل
يهزج الرجز كالبسيط و الخبب
صهيل الجياد المارقة
و سيوف صلاح الدين و أبناء المسلمين
تسقط الحروف، تلتقطها الأعباق
تتفتح كل البتلات تشرئب دون نواح
تكشف للزوار الأسرار
تكسر عمدا كل الأقفال
تنبس بالدعاء
يزورني الإلهام محتشما
تتضح الرؤيا في غياهب الضباب
ينزل قبل البدء الستار
صفق الجمهور بحماس
قتل الفراش، في شرنقتها
في اللحاف، في الظلام
حزنت الرياض في امتعاض
من يمتص الرحيق
من يزين الحديق
من يصنع قوس قزح
من يرتب الألوان
من يعدل النور ، يبعث الضياء
من يحسن التنسيق
من يعلمنا التزويق
رأيتهم يدفنون الحقيقة
يقطعون أوصالها
يطمسون الذكرى
في حريق شنيع
ترصده القنوات
تشتعل النيران في وهج بغيض
يحترق الشيطان و الكاهن و القس،
و راعي الأبقار
فتبزغ البراعم خلف الجدران
ترقص حولها الأرواح
تختفي بعض الأشباح
تحترق الأشباه
تولد القصيدة ...
تتجمع في انتظام
تحترس من النظام
تكتب تاريخا دقيقا
لبطولة الفراش
لترسانة خرساء
تنزف جراحا أينعت ورودا
سقت سدودا
أغرقت كل العبيد
حفل التطهر من جديد يقام
يرقص فيه شهيد الطوفان
يطير بلا أجنحة
يزف بشرى الخلاص من بعيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق