ـــــــــــ
-#أما_بعد..
فسأذهب معك..
لكن، هل بوسعك أن تأخذني إلى غير الحزن؟!..
هل بوسعك أن تعيد لي قلبي الذي طعن؟!..
هل بوسعك أن تمنحني ابتسامة لاتزول؟!..
وفرحا لاينقضي، وحياة لاتبأس..
فقد قالوا لي قبلك، ولم يفعلوا..
وفعلوا غير الذي قالوا..
فكان فعلهم أسوأ من نكران المعاول، وقولهم أوجع من قتور الصمت..
هل بوسعك أن تجعلني أولد هذه المرة على قيد الحياة؟!..
فقد أوسعوني قبلك حزنا وموتا وبؤسا ووجعا..
هل بإمكانك أن تعيد لي عمري الذي سرق؟!..
وأن تمنحني بر أمان..
فأنا أتيتك من خوف، من فزع قديم..
من حلم هَلِع..
ومن قيامة رجاءات..
بارت جميعها وأنا أطرق موصد الأبواب..
كأنه دين على روحي، مت تعبا وأنا أقضيه..
ولاااااجواب..
جئتك، وأنا أنتظر البعث..
بعد طول مكث في برزخ النسيان..
جئتك وبداخلي ندوب كثر، ويأس وضجر..
وملالة من كل شيء..
وألف خندق محفورة في أعماقي، كلها على قيد النزف..
خذني لمرة إلى غير الحزن..
فأنا مذ أتيت ما عرفت سواه..
خذني، إلى شاطئ لايشيخ عليه العمر، وأنا أرتقب السفن القادمة من خلف الغياب، محملة بألف غياب..
لاتعرف سوقا غير قلبي..
وكأنه وحده بيت الدمار، وموضع البوار..
فتنفق فيه بضاعتها..
ذلك البائس الذي قتله الصبر واجتمعت عليه الخيبات، وهي تعلم أن خيبة واحدة تكفي لألف عمر..
فكيف بألف خيبة، وعمر واحد؟!..
خذني،،،
إلى أرض مرت عليها سنون العجاف ومضت، وآن لها أن تنبت حلما..
خذني،،،
إلى أرض لم يقتلها ملح الدموع، وهي تنتظر..
لاتعرف لها من الحياة غيره، فتكتب به قصة انتظارها، وانكسارها، وضعفها، وقلة حيلتها..
وهوانها على أولئك الذين صلبوها ضحية وعد..
فلا الوعود صدقت، ولا هُم كانوا أهل وفاء..
خذني،،،
إلى أرض لاتنكر فيها الأوطان أهلها..
ولايسلط المرء فيها سهام الخديعة-أول ما يفعل-على قلبه فيرديه..
هل يمكن أن أئتمنك على ضعفي؟!..
فما أكثر الانهيار في حياة أمثالنا، وما أكثر الانطفاء..
ما أكثر الحزن، وأوفى دواعيه..
فعدني،،،
أنك لن تتركني، أقاسي الوحدة يوما، وأكابد الندم..
فقد أتيتك من تاريخ موبوء بالفراغ، مملوء بالعدم..
سأذهب معك أينما شئت..
لكن قبلها، عدني..
أنك لن تأخذني إلى مواطن السوء مرة أخرى..
عدني،،،
أنك لن تعيدني إلى حيث أنكسر..
فبعض الكسور يا عزيزي لاترممها طبطبة الأيام..
وبعض الأمنيات تخلف بداخلنا ملايين الشظايا..
فمن حينها سيصدق..
أننا-بأيدينا-زرعنا القنابل، وأن دولة البعثرة تلك..
أول الحصاد؟!..
انتهى..
(نص موثق)..
النص تحت مقصلة النقد..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي العابث..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق