مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 19 مايو 2024

حب من سوسة حتى شحات بقلم محفوظ فرج المدلل

حب من سوسة حتى شحات
إلى / سالم بو شعيب

أنتِ الأبعدُ عنّي زمناً ومكاناً
لكنْ أنتِ الأقربُ و الأكثرُ عمقاً 
في الروحِ 
 الأقربُ مهما تتراكمُ فينا الأعوامُ 
وتتركُ في الوجهِ غصوناً
ذابلةً مثل الوردةِ حين 
تَحولُ عليها سنةٌ 
تفقدُ فيها غصناً أو غصنينِ
يحيطُ غلافٌ خَشِنٌ 
وسميكٌ فيها بسوادٍ
 هو مسحةُ حزنٍ بين الأغصان 
وعلى مرِّ الايّامِ تعودين مُحمَّلةً
بحنينٍ تُلقيهِ على صدري 
يتَجدَّدُ عهدٌ كنتُ قطعتُ 
على نفسي 
مهما حفرَ الغيثُ قصائدَهُ 
في أكتافِ ( الوسطيةِ ) أفضى
ل( وسيطة )
تَبْقَيْن الحبَ الأجملَ في عمري 

……………..
……………..

كانتْ تَتَبعُني وَترافِقُني 
من ( سوسة )
نَتسلَّلُ في غاباتِ ( الجَبل الأخضر )
تمسكُ راحةَ كَفّي باطنَ كفَّيها 
وَتُقبِّلُ أطرافَ أصابِعِها
أقولُ لها : يا حبَّةَ قلبي
ما دمنا في منتصف الدربِ 
إلى ( شحات )
دعينا نأوِ تحت ظلالِ صنوبرةٍ
لن يتكرَّرَ هذا المشهدُ ثانيةً
أهنأ في عينيكِ 
أرى بهما أعطافَ ( قوريني )
أسمعُ أوتارَ الهدْبِ 
تُردِّدُ موسيقى (نبع أبولوا )
أرى أجملَ ما خلقَ اللهُ من البسماتِ 
أرتعُ في نبتِ ( السلفيوم ) الغالي
من شفتيكِ 
وأسمعُ ما يرطنُهُ 
في اللغةِ الإغريقيّةِ
( أرستيبَ ) 
نسمو فوقَ الفلسفةِ 
بالإمساكِ بأطرافِ القوس قزحٍ 
أعلى الجبلِ 
يقولُ لنا : لكما الخيرةُ فيما تتجهانِ
نقولُ : احملْنا نحوَ الجزرِ المأهولةِ
بالالفة ما فيها إلا 
أشجار الزيتونِ ترَفرفُ 
فوقَ سواقيها
أسرابُ حماماتِ سلام 

د. محفوظ فرج المدلل
19 / 5 / 2042م 
11 / ذو القعدة / 1445هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق