مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 30 يونيو 2024

عَشتَار بقلم معروف صلاح أحمد

( عَشتَار )
أَنهَارٌ الحُبِّ لَا تَعرِفُ السُّكُوت 
فَأَيُّ نِسَاءِ أهلِ الأرضِ أنتِ ؟
 أَيُّ فَتَاةٍ كُنتِ ؟
 فِي الجَوِّ أو فِي البَرِّ 
  فِي المَطرِ أو فِي البَحرِ ؟

  أمَا زلتِ رائِعَةً كَمَا أنتِ ؟
  لَذِيذَةً بَينَ الحِقَبِ 
 كَالتُّوتِ والتٌّفٌَاحِ والرُّمٌَانِ والعِنَبِ
 فِي قَلبِي الجَرَّارِ نَبضٌ ومِدرَار

  يَا امرَأَةَ النِّبرَاسِ والقَوسِ والنَّار
   بِربِّكِ قُولِي : مَن فِي الدَّارِ   
   يَعشَقُ كُلَّ هَذَا المَجَالِ
  ويَرعَوِي فِي المَزَار ؟
 
  أأنتِ فِي الحُلمِ المَدَار ؟؟
 أُنثَى حُلمٍ ومُختَار 
  نُورٌ وإِشرَاقٌ وإِحرَاق
  فِي وَجهِ كُلَّ عَارٍ وشَنَار
  مِن قِبَلِ فَجرِيَ المُنهَار 
  قُولِي بِرَبِّكِ : أأنتِ عِشتَار؟
     
 فِي كُلُّ تَنُّورٍ
 أرَاكِ خُبزًا لِلجَائعِينَ
  فِي كُلِّ حُرُوبٍ 
أرَاكِ سَهمًا لِلمُدَافعينَ 
الرَّافِعِينَ رَايَةَ الحقِّ
  فَوقَ العَرِين

  عَلَى مَرِّ السِّنِينِ تَفَتَّقتِ
 لِسَانَ صِدقٍ وسَيفَ عَدلٍ 
 وحَدًّا مُبِينًا ووَاحَةً لِلمُلهَمِين

   تَأتِينَ كَالَبَرقِ بِالشُّجُون
  بَينَ السَّحَابَاتِ والغُيومِ 
   تُزَغرِدِينَ مَعَ الحَنِين
 تَخطفِينَ كَالبُرَاقِ الأبصَارَ والعُيُون
 
 مِن لَيلِيَ الحَزِينِ .. يَنهارُ الأنِينُ 
 كُلَّمَا سَطعَ عُرجُونُ القَمَرِ والنُّجُوم  

 لَا تقتَرِفِينَ فِي المَسَافَات 
   الإِثمَ والعُدوَانَ والظُّنُون
 فِي الظُّلُمَاتِ تُنِيرِبنَ
     المَجَرَّاتِ بالجُنُون

تَسبَحِينَ مِثلَ كُرَّيَّاتِ الدَّمِ 
 البَيضَاءَ والحَمرَاءَ ..
وتُسَبٌِحِينَ اللهَ العَلِيم
 مِن بَينِ الخَلَايَا
 تَنطِقِينَ بِاسمِ اللهِ العَظِيم
  وتَقطِفِينَ الأُمنِيَاتِ الحَالِمَات
                  
 تَجُوبِينَ أرجَاءَ القَلبِ كَالطَّيف
 تَنحَازِينَ بالصَّمتِ والضَّخِّ والعَزف

تَملئِينَ الأَورِدَةَ والشَّرَايِينَ
 فِي القَيظِ بِالهَمس 
 ومَا هُنتِ وأركَانِ السَّمتِ 
 خمائِلٌ تَتَمَايَلُ
 تَتَهَادَى كَعُصفُورِ الربيعِ الجَمِيل
فَلَا تُغمِضِينَ العَينَ والطَّرفُ وبِيل
                    
أيُّ سَيَّدَةٍ أنتِ فِي الكَرِّ والفَر
 حِينَ تُغَازِلُنِي الأَلحَان
 وتُرَاودُنِي الأَنغَامُ 
    تَملَاُُ الأَركَانَ
 فِي رَغَدِ الشِّتَاءِ والصَّيف ؟

 حِينَ تَأتِينَ شَائِكَةً فِي الفُؤَاد
 بِرَمسِ المشَاعِر بِقوةِ الألغَام
 وتُسَافِرِينَ كَالضَّيف 
 وتُهَاجِرِينَ كَالطَّيرِ 
  فِي الصَّقِيعِ والحَر؟

  
أتُنشِدِينَ لِي أبيَاتَ القَصِيدِ المُر 
وتَقَضِينَ علَى الهَمِ والغَم؟
أتَقُصِّينَ لِي النَّوَادِرَ والحكَايَات
وأنَا أرَاقِصُ حَارَاتِ الصُّمِّ والبُكم 
 بِصوتٍ مُتَهَدِّجٍ مَكلُوم ؟      
  
  قُولِي بِرَبِّكِ :
 مَن تَكُونِينَ والوَشمُ الحُلوُ مَطبُوعٌ
 عَلى دَفَاتِرِ الجِلد بِتَعوِيذَةِ الغَد؟

 اجتَازِي نَبضَ هُدُوءَ سُكُوني 
   لَا تُشعِلِي مَوجَاتِ المَنُونِ
  اجتَازِي فَيحَاءَ ونَوبَاتِ 
    ضَجِيجِ أُفُونِي 
 
 أَروِي بَاحَاتِ رَبُوعِي 
 اسقِي سَاحَاتِ جُفُونِي 
 وقُولِي إنِّي أُنثَى النُّورِ والنَّار
  وصولَجَانُ الحُبِّ أَنهَارٌ 
   و( عَشتَارُ ) لَا تَعرِفُ السُّكُوت ..
....... ....... ........ ........ ........
معروف صلاح أحمد
شاعر الفردوس ، القاهرة ، مصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق