مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 30 يونيو 2024

أسفٌ و عتابٌ بقلم عبد خلف حمادة

أسفٌ و عتابٌ
عبد خلف حمادة 
»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»»
 أبكي على عهد المسرة والوفا 
هذا الزمان بسرعة يتحولُ
أسفي على الأحباب ولَّى ظعنهم
و ذُّرَّ في عين الحبيب الفلفلُ
عبثاً حسبنا أنهم في صفنا 
لكنهم بالهجر فوراً عجَّلوا
ومن ظننا ودهم قد غيَّروا 
وتنكروا لودادنا وتبدلو 
شربوا لذيذ الكأس منا طافحاً
و لكم شربنا في هواهم حنظلُ
عجباً لتصريف الزمان بأهلهِ
أهل المودة مَن حَباهم قتَّلوا 
و تنكَّروا للخل دون غضاضةٍ 
نيرانُ هجرٍ في فؤادي أشعلوا 
ظننتهمْ عند النوائب مسنداً 
فتغافلوا عن نصرتي لم يحفلوا 
قد كنت أجهدُ كي تُزاح همومهم 
صبُّوا علي الهم حتى أثقلوا 
و عزمتُ أن أهدي السعادة شخصهم 
وبعون ربي كربهم يتحلل
لكنهم رفضوا العلائق كلها 
وعلى نفوسهمُ اعتماداً فضَّلوا
 إذاً وداعاً والسلامة دربكم 
لا بدَّ يوماً ظعنكم يتعطَّلُ
وستفقدون البدر في ظلمائكم
والبدر مفتقدٌ إذا ما يأفلُ
 وستندمون و حق ربي عندما 
يُسد في وجه الرحال المدخلُ
وستعلمون بنفسكم أنَّا لكم 
كما الهواءُ ضرورةٌ بل أعجلُ 
فلكم أضاعَ المفرِطونَ حليفهم 
و سنادهم دون اكتراثٍ أزعلوا
  ولدى الخطوب تحطَّمت آمالهم 
إذ لا نصيرٌ في المدى يتحصلُ
 داسوا كرامةَ خلهم ظلماً له 
و تجاوزا كل الحدود و أهملوا 
فيمَ التجافي والصدود مع النوى 
ولطالما ضاع العبيرَ قرنفلُ 
كنا جميلين المودةُ شأننا 
والود فينا جذرهُ متأصلُ
ماذا جرى أحبتي كي تجرحوا 
قلبي الرقيق بغير ذنبٍ علِّلوا 
لا حجةً أن الصداقة حظكم
فالحب أسمى في القياس وأكملُ
لما وردتم قاصدين حياضنا 
كنا نظن الأمر سهلاً يُرسلُ
حتى بلغتم في النفوس منازلاً 
شَرُفَت بكم،والله كانت أجملُ 
جئتم بقولٍ منكرٍ متهافتٍ 
وهل لسقي الماءِ ينفع منخلُ 
و لعذركم دون السخيف مكانةً
أيْ عبدُ أنت صديقنا بل أفضلُ
و مشاعر الحب التي قد سقتها
ذهبتْ سدىً ولذاك شيءٌ مخجلُ
واحسرتاه على المودة إذ همتْ
فويقَ أرضٍ بالصفا تتجملُ 
و لكم ندمتُ على كلامٍ قلتهُ 
في حبكم،إذ راح دوناً ينزل 
عريت نفسي فاضحاً أسرارها 
وبمثل هذا لن يجيء الأهبلُ
يا ليتني قبل الخريف بميتٍ 
وعلى متونٍ للأحبة أُحملُ 
أو ليت أقلامي شحيحٌ حبرها
ولا رواةَ الشعر عني تنقلُ
ما العذر للنفس التي ربيتها
بالعز كيف شموخها يتذللُ
سأحرِّمنْ والله ماعشتُ الهوى
والقلب عن تلك المساوي أعذلُ
بئس الغرام نتيجةً حَقْرُ الفتى
  يرمي الفؤاد إلى الكلاب ليأكلوا
حواء جائرةٌ وهذا شأنها 
تسقيك مع كاس الغرام الحنظلُ
في كل يومٍ حجةٌ مزعومةٌ
وعن المواقف دائما تتحولُ 
لا تستقرُ وليس يفهم طبعها 
فعلامَ يا ابنَ الكرام تعولُ 
تردي القتيل بسهمها بين الورى 
وتصيح جيفتكم تعالوا حولوا
«««««««««««««««««««««
مع تحيات الشاعر والكاتب عبد خلف حمَّادة



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق