مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 30 يونيو 2024

آهٍ منك بقلم جميل أحمد شريقي

آهٍ منك
===========
أحبُّكَ ..لا تَسَلني عن دموعي
         وسَلني عن تفاهاتِ القطيعِ
وقِف في لجِّةِ الأشجانِ حيناً
           لتعرفَ كيفَ نُذبَحُ بالربيعِ

تساءَلْ عن رماحِكَ في فؤادي
             وأنتَ نزيلُهُ دونَ الجميعِ
وسَل خفقاتِهِ تُخبرْكَ حقاً
         لماذا بالدما مُزِجَت دموعي
زعمتَ تعلُّقاً وبذلتَ قَطعاً
              كحالِ أخٍ يُمَنِّنُ بالصنيعِ
فأنتَ كما الزمانُ بلا رقيبٍ
               يمزِّقُنا بمنصبِهِ الرفيعِ 

سرَت في داخلي الأوجاعُ قهراً
    فصالَ الحزنُ في القلبِ الرَّقيعِ
وما صَحَتِ النواظرُ من سهادٍ
           ولكن من تفاهاتِ الوضيعِ

صدودُكَ كالفَناءِ لذي حياةٍ
             تعلَّلَ بالسجودِ وبالركوعِ
وحاولَ أن يكُفَّ الدمعَ لكن
       تفجَّرَتِ المآسي في الضلوعِ

أحبُّكَ ..آهِ من حبِّ كنارٍ
         أذابَ مسرَّتي مثلَ الشموعِ
وأبكاني وما ألفيتُ عيني
        كسيلٍ فاضَ في بئرِ الرجيعِ
سُقيتُ المرَّ ممَّن كنتُ أهوى
      وأحسستُ المرارةَ في نقيعي
وأوجعتُ المنامَ من الأماني
              فقادَتني إلى شطِّ مُريعِ
وحينَ تساءلَ الركبانُ عنّي
         وعن حالِ التقرُّبِ والنزوعِ
رأيتُ جنازةً تمضي بصمتٍ
    وأنتَ تصيحُ في وقتِ الهزيع:
فديتُكَ .. آهِ من قولٍ كذوبٍ
         وَ آهٍ منكَ مشتاقاً رجوعي!!
==============
د.جميل أحمد شريقي 
( تيسير البسيطة )
 سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق