مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الثلاثاء، 27 أغسطس 2024

مساء مدينة بقلم حاتم بو بكر

 مساء مدينة

في المساء تتمدّد النسائم كصبية تغري غجريا

تتنفّس الفرح والإنتشاء

تُلقي الوعود على وجوه شحبت من الهمّ

تجري في الدّماء كبسمة آسر أو ياسر قبل أن تأخذ أباه النكسة

تلك الوثيقة ظلّت عارا في أرض لغتنا

نعشا مرّ أمام المبادئ والقيم

في المساء تلوّح الريح بالرايات في  أطراف المدن

تراقص قلوب الصبايا وشعرهنّ

فننسى المدينة الغارقة ونُلوح للرغبة بأيدينا العارية

هذه مدينة تحييّها الرّيح وتلك مدينة تغرق في همّ مُحيط ولست أدري...، لا تُحدّثني عن شعري وتقول يُغريني كالنسيم

فأنا رأيته فاسقا

يتناوب على افتراس نفسه في المروق

هرب من حضور لعبت به نسائم المساء كخمرة أطاحت بالرّؤوس

دعته إلى الرّقص والغنى وإلى القبل

لم يُكرِهُهُ أحدا أو يدعوه

سقط من سياط التاريح والخرائط

لا يتفقّده الناس، كمتسوّل في الطريق

لا يأبه له عارف أو جاهل

في المساء تُعرّش الحروف في النّفس، تقيم في نفسها حفلا

لا يحضره غير الأشقياء مثلي

لا يقرأ فصول الذل إلا شبهي

السعداء في أقفاص ذهبية، يكرهون هذه النواحي


حاتم بوبكر

تونس


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق