مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الاثنين، 12 أغسطس 2024

شماعة الظروف بقلم أسامة صبحي ناشي

 شماعة الظروف  


ربما تعودين  ....

ولكنك لن تجدي ذات القلب  ....

الذي كان في بعدك  ....

لا يستقر ولا يهدء ولا يستكين  ....

فكثير من الهوي يتغير  .....

فما العشق بشريعة ولا عقيدة ولا دين  ....

و لا تصدقي قولي وإن فعلت  .....

فليس هواك بشلالات وأنهار  .....

ولا هو كالدماء تجري في العروق والشرايين  ....

وإنني لأري ما كان بيننا  إلا  .....

مهمة مفروضة وجب علينا إنجازها  .....

وقد إحترمنا وعدنا وحلفنا عليها قسم ويمين  ....

فكلانا بشر عادي يصيب ويخطيء  .....

ويقنع ذاتة بالأوهام ويملأ نفسة زيفا باليقين  ....

والعشق سيدتي كائن خائن   .....

يصدق مرة ويكذب ألف حين  .....

وكثيرا من يفرغ جوفة من العطف  .....

فيطيل في خداع ضحاياة  .....

ويظل علي ذلك أعوام وسنين  .....

ويقسو ويتحجر قلبة فلا يشفق  .....

ولو لانت الصخور فكيدة لا يلين  .....


عودي إلي الأبجدية وعدلي الحروف  ....

وإن عاتبتك الأيام بشأني  .....

فعلقي العثرات علي شماعة الظروف  ....

وإجمعي قصائد كم كتبتها فيك  ....

ولتخفي منها أبيات عشقي  .....

وإن سألتك الليال عنها  .....

فقولي وجدت القصيد هكذا  .....

بين ممزق و مشوة ومحذوف  .....

أو تعذري عن الرد وتحفظي  .....

ولتدعي أن كاتب الأبيات  .....

ليس بالشاعر المشهور والمعروف  ....

وأن ما كتب ما إلا سطور سازجة  ....

مكانها الأدراج أو الخزائن أو الرفوف  .....

وحقيقة الأمر بالفعل ما قلت  .....

إذ جعلك منك شمس  .....

والجوارح حولك مثل الكواكب تطوف  ....

وكنت لدية ملكة وهو علي بابها حاجب  ....

لكنه ضاق بتقديرة لسموك  .....

فقد تعبت أوصالة من جلوس أمامك ووقوف  ...


لا تستخدمي ألفاظ وداع  .....

فما كان في الأصل من لقاء  ....

فكنا ومازلنا داخل نفس الحدود  .....

لكن تركنا أرضنا تسرق وتباع  .....

وجعلنا من عشقنا غزال رقيق  .....

متروك وحيدا في أرض السباع  ....

وتنازلنا عن وحدة كياننا  .....

ففتتنا المفتت  .....

فصار الكل أنصاف  ....

والأنصاف باتت أرباع  ....

وهرب الهوي بعد هزيمتة  ....

وفقد في المعارك أهليتة  .....

ولم يعد زعيم يأمر فيطاع  .....


أسامة صبحي ناشي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق