مجلة ضفاف القلوب الثقافية

السبت، 10 أغسطس 2024

الزُّرْقُمُ (مِن غَزَل الشّباب) بقلم حمدان حمّودة الوصيّف

الزُّرْقُمُ (مِن غَزَل الشّباب)...
زُرْقُ العُـيُـونِ تَـرَكْنَنِي حَـيْـرَانَا
وجَـعَـلْنَ قَـلْبِي لِلْـهَـوَى مَيْـدَانَا
هَتَّكْنَ سِتْرَ القَلْبِ مِنِّي فَانْبَرَى
يَـهْتَـزُّ مِنْ وَقْعِ اللِّحَاظِ، زَمَانَا
وسَلَبْنَ كُلَّ إِرَادَةٍ مِنْ مُهْجَتِي
وأَسَلْنَ دَمْعِي قَانِـيًـا تَـهْـتَـانَـا
وسَبَى نُـهَايَ عَقِيقُهَا مِنْ نَظْرَةٍ
عَرَضًا، ولَيْتَ لِقَاءَهَا مَا كَانَا...
كَالـغَابَةِ الفَيْحَاءِ وَسْطَ بُـحَيْرَةٍ
مِـنْ فِـضَّـةٍ، لَـمَـعَـانُـهَـا لَمَعَانَا
حَفَّتْ بِـهَا سُودُ الجُفُونِ كَأَنَّـهَا
لَيْلُ الشِّتَاءِ، إِذَا الدُّجَى أَخْفَانَا
هِيَ نَفْحَةُ السِّحْرِ العَمِيقِ ووَقْعُهُ
هِيَ مَرْقَـصٌ بَثَّ الهَـوَى أَلْحَـانَا
هِيَ أَسْهُمٌ تُصْمِي القُلُوبَ فَتَرْعَوِي
فِي إِثْـرِهَـا، أَنَّى انْـبَـرَتْ، أَشْطَانَا
هِيَ قُـوَّةٌ تَسْبِي القُلُوبَ فَتَـقْـتَـفِي
أَثَــرَ الـعُـيُـونِ، بِـــذِلَّـةٍ، إِذْعَـانَا
هِيَ عَالَـمٌ مَلَأَ الـغُـمُوضُ مَجَالَهُ
فَـتَـغَـرَّبَتْ فِـيهِ الـنُّـفُوسُ هَـوَانَا.
كَمْ هَتَّكَتْ مِنْ عَاقِلٍ حَسَبَ الوَرَى
فِـي عَـقْـلِـهِ، مِنْ قَـوْلِهِمْ، حُسْبَانَا
كَمْ فَـرَّقَـتْ بَيْـنَ الـخَـلِيلِ وخِلِّـهِ
كَمْ غَرَّرَتْ نَفْسَ الـمَلَاكِ، فَدَانَا...
 
يَا مَنْ بَعَثْتَ سِهَامَ سِحْرِكَ فِي الوَرَى
نَـالَـتْ سِـهَـامُـكَ قَـلْــبَـنَـا ونُـــهَـانَـا
يَا بَــارِقًـا شِـمْـنَـا الطَّـلَالَ بِضَـوْئِهِ
خَـلَبَ السَّحَابُ وخَيْـرُهُ أَخْطَانَا.
أَنْتَ الرَّبِيعُ، تُحِيلُ أَجْرَدَ مُهْجَتِي
غَـضًّـا بِـزَهْرٍ، هَامِـسًا، نَشْوَانَا.
أَنْتَ الحَيَاةُ، وفِي غِيَابِكَ مَقْتَلِي
فَارْفُقْ، جَزَاكَ إِلَـهُـنَـا إِحْسَانَـا .
نَصَّبْتُ، فِي قَلْبِي، هَوَاكَ مُؤَبَّدًا
فَغَدَا هَوَاكَ مُسَيْطِرًا، سُلْطَانَا. 
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس) 
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق