مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الاثنين، 26 أغسطس 2024

وفاق بقلم سليم عبدالله بابللي

 (( وِفاق ))

بقلمي :سليم بابللي

من البحر الكامل

============

ما بينَ ثَغرِكِ و الصباحُ وِفاقُ

كُلُّ الجوارِحِ للعِناقِ أفاقوا


الرّوحُ نشوى و العيونُ نواهِلٌ

و أَزادَ في شَغَفِ العِناقِ عِناقُ


يا بَسمةً رَسَمَ الثّمالَةَ ظِلُّها

في الخافقينِ تَوَهّجَ الإشراقُ


أنتِ الوجودُ و بَلسمٌ في ناظري

و لِحاظُ عينِكِ للأسى ترياقُ


الدهرُ أسرفَ باختبارِ صلابتي

حَنِقٌ و سوطُ البُعدِ ليسَ يطاقُ


و إذا الليالي أَقبَلَت بفتونِها

ما عادَ ينفعُ للنّزوعِ وِثاقُ


و لربّما زادَ الزّمانُ قساوةً

ما زاد في رُتَبِ الهوى عُشاقُ


لِيَميزَ بينَ العابثينَ و أهلهُ

للسطحِ تُبدي نارها الأعماقُ


كُلُّ المعالِمِ عايشت لِغرامِنا

فالحُلمُ شيخٌ و الجروحُ عِتاقُ


فيها عزيزٌ لَفّنا بحنانِهِ

و لنا رفاقاً بالقلوبِ رِفاقُ


فالقلبُ يهوى بالغريزةِ دونما

سببٍ و دونَ إرادةٍ ينساقُ


هو صادقٌ أنّى يميلُ بهِ الهوى

أو غيرَ ما مالَ الهوى يشتاقُ


و يَحارُ بينَ الجانبينِ تحيُّزاً

فيجيزُ ما بينَ الوجوهِ نِفاقُ


في كُلّ عينٍ تنجلي أهواءَها

فالميلُ طبعٌ و الهوى أذواقُ


و الحُبُّ يبقى في القلوبِ مُرفرِفاً

و يغيبُ إن خُذِلتْ بِهِ الأخلاقُ


إن أسدلت عينٌ لِحالٍ جَفنَها

فضحت لِما أخفت لهُ الأحداقُ


أنّى لِعينٍ أن تُواريَ لَهفَةً

حُفِرت على أهدابِها الأشواقُ


لا ينتهي عشقٌ و تخبو نارُهُ

ما دامَ في أرجائِهِ خَفّاقُ


قلبي أسيرٌ للغرامِ كأنّما

بينَ العذابِ و بينَهُ ميثاقُ


في العشقِ يعتنقُ العهودَ صبابةً

و يغيبُ عن أفكارهِ الإعتاقُ


لا ينحني أو ينثني عن مأرَبٍ

لو عاثَ في سُبُلِ الوصالِ فراقُ


سليم عبدالله بابللي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق