مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الثلاثاء، 6 أغسطس 2024

كَفٌّ... و... كَفّ بقلم سليم عبدالله بابللي

كَفٌّ... و... كَفّ.
بقلمي :سليم بابللي
من البحر الكامل
=========
الكَفُّ في جنيِ الحواصِلِ تتعَبُ
و الكَفُّ عن هَدرِ الجنى يتوجَّبُ

الدَّهرُ يمضي و الضِّفافُ تآكلت
و النّفْسُ تلهو و الأماني تلعبُ

و على الطّوى باتَ الرَّغيفُ كلالةً
أينَ الصواعِدُ و النَّوازِلُ تذهبُ

ما تحلُبُ الأيامُ في آلائها
أدراجَ جهلٍ في التعاطي يُسكَبُ

الوهنُ بينَ الناسِ قد بلغَ الزُّبى
قُل لي بربِّكَ بعدَ ماذا تغضبُ

أولى بِكَفٍّ أن تُشَكِّلَ قبضَةً
عِندَ الصِّراعِ إذا دهاها مِخلبُ

كَفّي و كَفُّكَ للدُّجى حَرّاثَةً
وهناً تُزيلُ و سوءَ حالٍ تَقلِبُ

كَفٌّ تُسَبِّبُ للزمانِ جراحَهُ
و هناكَ كَفٌّ للجراحِ تُطَبِّبُ

كُفَّ الحماقَةَ إننا في مركبٍ
نشقى معاً إن مالَ فينا المركبُ

من سابقِ الأزمانِ سادت حِكمةٌ
الحرُّ يصمدُ و المراوغُ يَهرُبُ

الذِّئبُ يهدُرُ ماءَنا و دِماءَنا
و النّهرُ من كأسِ المرارةِ يشربُ

و إذا ظننتَ النّذلَ جنبَكَ واقفاً
حُمقاً أعنتَ لِجَلدِ جِلدِكَ قردَبُ

أينَ السلامةُ و الأفاعي بيننا
باتَ الأَمانُ أعزَّ شيءٍ يُطلَبُ

ما همَّهُم مِن جَرحنا إلا الهوى
أو مايزيدُ على الثراءِ فَيُكسبُ

شرّاً و خيراً للكفوفِ روايةً
طوداً مِنَ الأفعالِ كَفٌّ تُنسَبُ

في كَفِّكَ الأرماحُ ما لَزِمَ الهوى
فاكتب بِرِمحِكَ ما تشاءُ فيُكتبُ

و ارفع بِعزمٍ للتَّعَقُّلِ رايةً
كُلُّ المزاعمِ فاحَ منها المأربُ

نحوَ اليمينِ أو الشّمالِ تنوعت
و على قياسِ الخَطبِ باتت تُحسبُ

القولُ مابلغَ الفصاحةَ أبكمٌ
و الفعلُ دوماً للحقيقةِ أقربُ

سليم عبدالله بابللي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق