مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأربعاء، 7 أغسطس 2024

ثقافة الندم والتوبة عند أهل الفن بقلم علوي القاضي

«[1]»ثقافة الندم والتوبة عند أهل الفن«[1]»
رؤيتي : د/علوي القاضي.
... المعصية إدمان ، نفسك الأمارة بالسوء تأمرك أن تكررها ، ونفسك اللوامة تجعلك تندم وتتوب إلى الله ، ونفسك المطمئنة تستقر بعد التوبة ، ( ولاتتبعوا خطوات الشيطان ) ، توبتك النصوح عهدك مع الله على الطاعة ، فلاتستجيب للشيطان أوالنفس أوالهوى 
... من مداخل الشيطان تزيين المعصية لإيقاعك في الشرك أو الكفر ، فلايقتصر إدمان الأفلام الإباحية ، على الإستمتاع بالمشاهدة فقط ، بل الإفتتان بالممثلين وتقليدهم ، ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )
... الإستعمار الفكري تتبناه أمم معادية ، لتصدر ثقافتها لغيرها ، لتتحكم في وعيها وفكرها ، لخدمة مصالحها ، وبمساعدة الخونة أصحاب الفكر الفاسد ، الذي يحاربون الدين ، لإشباع أطماعهم وغرائزهم ، ويروجون بإعلامهم المضلل للفاجرين والفاجرات والساقطين والساقطات ، تنفيذا لمنهج وأهداف الدول الإستعمارية والنيل من شرفاء الأمة وتشويه صورتهم ، وتشويه قيم ومباديء ديننا الحنيف
... إعلام الرذيلة هذا المعادي للإسلام ، إعتاد الهجوم على الشرفاء لتشويه صورتهم ، والإنقضاض على القيم والمباديء لتحريفها والإزدراء من أهلها واتهامهم بالتخلف والرجعية
... إعلامنا الفاجر لايريد لنا قيم ولاأخلاق ولادين ، لأن هدفه تجريدنا من كل شريف ليزدهر الفساد والفجور  
... دور إعلام العار ، صنع بطولة جوفاء لأناس لاشرف لهم ، وإتهام الأشراف بالتخلف والرجعية ، واعتبار إنحطاط الأخلاق حرية فكرية ، واتهام المجاهدين بالإرهاب ، ومدح الموالي للفسدة بالأمانة والشرف ، واتهام الفكر الوسطي بالتشدد ، قلبوا الموازين ( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ) 
... إعلام العار يريد أن يجعل من ( أهل الفن ) تلك الفئة المنحلة معظمها ، نجوما وقدوة للشباب ، رغم ماأفسدوه من الأخلاق والعقيدة ، فهم يسمحون للراقصات الماجنات والمطربين والمطربات والفنانين والفنانات أن يدخلوا بيوتنا ويفسدوا علينا أخلاقنا ، جعلوهم نجوما ، بل وكافئوهم بالجوائز ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَالا تَعْلَمُونَ ) 
... هذا الإعلام الفاسد بمساعدة أهل الفن لايريدون أمة متقدمة ، ولامجتمعا فاضلا ، فهم يثيرون غرائز الناس بالعلاقات الفاسدة والمناظر الماجنة واللقطات الفاضحة ، قال صل الله عليه وسلم ( يامعشر المهاجرين خصال خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن ، لم تظهر (الفاحشة) في قوم قط ، حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ، ولم (ينقصوا) المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤنة وجور السلطان عليهم ، ولم (يمنعوا) زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ، ولولا البهائم لم يمطروا ، ولم (ينقضوا) عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم من غيرهم فأخذوا بعض ماكان في أيديهم ، و (مالم تحكم) أئمتهم بكتاب الله عز وجل ويتحروا فيما أنزل الله إلاجعل الله بأسهم بينهم ) 
... ياأهل الفن والإعلام لماذا تؤخرون الندم والتوبة ؟! ، يادعاة الفجور والرذيلة ، والأفلام الماجنة ، وأقمار العهر والفسوق ، ماذا تنتظرون ؟! ، هل من توبة ؟! ، أم تنتظرون فقراً منسياً ، أوغنى مطغياً ، أومرضاً مفسداً ، أوهرماً مفنداً ، أوموتاً مجهزاً ، أوالدجال ، فشر غائب ينتظر ، أوالساعة والساعة أدهى وأمر ؟! ، فقليل من الحياء والخجل ، إن لم يكن من أنفسكم فمن الله ، أين إختفت غيرتكم ، إنها أعراضنا وأمتنا وديننا ، أم أنكم فقدتم الحياء وتجردتم من القيم والمباديء ، حتى شهور العبادة والتقرب إلى الله لم تسلم من رذائلكم ، دون حياء من رب هذه الشهور ، هل أنتم أمناء على أمتنا وعلى إعلامنا ؟! 
... أيها المسؤولون يجب الأخذ على أيدى الفسدة ، فإن لم تفعلوا وتركتموهم ليهدموا أخلاق الأمة بهذا الإعلام الهابط والفن المنحط ، فانتظروا عقاب الله لكم 
... هؤلاء الفسدة هم الخونة الحقيقيون ، لأنهم تربوا في أحضان أعداء الأمة وتبنوا ثقافاتهم في معاهدهم وجامعاتهم ، ورقصوا في نواديهم ، وشربوا خمورهم بل ونقلوا برامج تلك المعاهد والجامعات بأفكارها الفاسدة لمجتمعاتنا ، لإفساد بيوتنا   
... يصف ( محمد قطب ) حفظه الله هؤلاء الفسدة قائلا ( ورجال الفن ونساؤه الذين يقومون بدور الترفيه والترويح عن الجماهير ، كلهم من الذين إنحلت أخلاقهم من قبل ، فكان الإنحلال ذاته هو جواز مرورهم لدخول عالم الفن ، وهؤلاء قد جعلت منهم الصحافة والإعلام نجوما وأبطالا ، يسعى الجميع إلى تقليدهم والتشبه بهم حتى بأسماءهم ، ولايكف المجتمع عن التطلع إليهم ، والإشادة بهم والتحدث عنهم والإهتمام بشأنهم وأخبارهم ، بل أصبحوا الطبقة المرموقة التي تحظى بالإحترام وتحظى بالتقدير ! 
... وهناك من تأثر بالنهضة الثقافية والفكرية والعلمية والصناعية عند الغرب ومنهم للأسف دعاة مسلمون ( مشايخ السلطان ) ممن إنسلخوا من قيمهم وثوابتهم وساروا في ركب أعداء الأمة ، وكان لهم دور في نصرة الأفكار الهدامة والإعلام الفاسد ، وهم يسيرون على خطاهم من غير إنكار لهم ولأفكارهم أوالتبرأ من أفعالهم ، فكان لسهامهم النصيب الأكبر في نحر الأمة ، والعمل على فساد فطرتها السليمة ، بالمحاباة والمداهنة والتزلف ، مدعين حب الإسلام والحرص على أهله ، والتناقض كان حليفهم ، ونصرة أهل الباطل غلب حديثهم ، وخذلان الأمة أهم صنيعتهم ، فهم متقلبون ومترددون ، كان منهجهم الظن والتخبط فهووا وسقطوا ، وأصبحوا معاول هدم لأمتهم ، وبعضهم حرف وشوه وزور التاريخ ببعض أعمال الفن الساقط ، فقد إستغلهم الإعلام والفنانون والمخرجون ، فقد عرف عنهم التساهل في الفتوى ومخالطة أهل قنوات العهر والمجون ومداهنة ومحاباة الباطل وأهله والتزلف إليهم ، حتى أنهم أعادوا بعض الفنانين والفنانات إلى حظيرة الفن بعد توبتهم ولكن ( وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ ) ، وارتضوا بأن يكونوا تحت إمرة الفجار ، لادعاة شرف وفضيلة ، لكنهم غدو دعاة نفاق ومحاباة ومداراة لأهل الفسق والفجور والرذيلة ، والتبعية لهم ، شوهوا الدين وضيعوا الأمة وأفسدوها باسم المصلحة الدينية والشرعية 
... إن ثقافتنا وتقاليدنا نابعة من عقيدتنا ، وهذا مايجب أن يكون عليه إعلامنا ، فلا ننكر على الفنانات ندمهم وتوبتهم بل نشجعهم ونعينهم ، لا أن نردهم إلى معصيتهم 
... ياأهل الفن ، إحذروا من السيئات الجارية قبل فوات الأوان ، إن نشر الأفلام والموسيقى وغيرها بالشكل الذي يخالف المنهج الإسلامي ويغضب الله عز وجل ، والتصوير ومافيه من صور عارية ، كلها ٱثام جارية حتى بعد مفارقتكم للدنيا ، الشعر المحرم الذي يدعوا للفتنة ويؤججها ، فبعض كلماته تدعوا إلى الرذيلة ، حتى الكتابة عن أخبار وحياة الفنانين والفنانات ، أهل الإختلاط والفجور وهدم القيم والضلال يأثم صاحبها   
... ( ياعبادي إنما هي أعمالكم أحصيها ، ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه )
... وإلى لقاء في الجزء الثاني إن قدر لنا ذلك وقدرت لنا الحياة
... تحياتي ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق