مجلة ضفاف القلوب الثقافية

السبت، 31 أغسطس 2024

هل جربت ؟؟ بقلم محمد أبو ياسين

 هل جربت و أنت جالس في مكان ما ، و فوق المنضدة التي أمامك كأس من البلور ، في حركة غير متوقعة لازلت لا تذكر كيف بدأت يتدحرج ذلك الكأس ليأخذ طريقه مترنحا على حافة السقوط ، ثم ينزل مسرعا ليتهشم على أرضية  المكان !!!

لم يكن الحدث غريبا ، فمن طبيعة كل سقوط لأي جسم هش هو أن يتحطم ، و لكن الغريب ذلك الشعور الذي قد إنتابك و أنت تراه يسقط أمامك و أنت جامد الحركة كالتمثال ، عيناك و قلبك و عقلك يتفاعلان بمحاولة إنقاذه بنسج شعور هائج يريد أن يصدر صياحا و صوتا عاليا بأن تمتد راحتيك مسرعة للإمساك به قبل إنحداره الأخير ، و لكن الغامض في الأمر هو ذلك الجمود الذي إنتابك و كيف تعطلت جميع أدوات الحركة لديك و لم تجرؤ حتى على محاولة يائسة ، لقد تسمرت في مكانك و قد حكمت عليه بالإعدام كسرا و هو مازال على الطاولة منذ حركته الأولى و تعاملت معه بسلبية لدرجة أن عيناك بقيت تنتظر فقط إكتمال الصورة لديك و هو جمع حطام الزجاج بعد السقوط .

هذه الحالة قد تستنزف الكثير من الحبر عند علماء الأمور  النفسية ربما أطباء الأعصاب ، لكن من يمر بتلك اللحظة حقيقة لن يجد لها الإجابة الشافية . لأن ما تم كان فيه تعطيل عن الوعي و الإدراك .


✍️  محمد آبو ياسين  / تونس


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق