أنا لُغَةٌ يُجَدِّدُها الخلودُ
أنا الفُصْحى بِكَوْثَرِها تَجودُ
وَسِعْتُ بأحْرفي وحْياً بديعاً
وهذا الأمْرُ أصْدَرَهُ الوَدودُ
فكُنْتُ بِبِنْيَتي سهلاًً منيعاً
تُؤَطّرُهُ القَواعِدُ والحُدودُ
أوَسِّعُ بالبلاغَةِ مُفْرَداتي
كأنَّ النَحْوَ في جَسَدي وقودُ
فيا طُلاّبَ معْرِفتي اسْتَعينوا
بمآ تَركَ العَباقِرةُ الجُدودُ
أنا لُغَةٌ أساءَ لَها الحميرُ
وَشَوَّهَ نُطْقَ أحْرُفِها الشّخيرُ
تُرَقَّعُ بالقُشورِ منَ المَجاري
وهذا اللّغْوُ يَرْكَبُهُ الكثيرُ
فَصِرْتُ غَريبةً عِنْدَ الأهالي
يُحاصِرُني بِخِشْيَتِهِ المصيرُ
يُعَيِّرُني الشبابُ بِكُلِّ قُبْحٍٍ
وعنْ إحْساسِهِمْ رَحلَ الضميرُ
فيا أهْلَ الثّقافَة في بلادي
لماذا نَحْنُ كالأعْمى نَسيرُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق