مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأربعاء، 25 سبتمبر 2024

سقوط الهابط بقلم البشير سلطاني

سقوط الهابط

إن تفكيك من نقل إلينا بإمعان من أفكار ومعطى جاهز عبر التاريخ الإنساني يحيل العقل العربي إلى مجرد متلقي وخزان جمع كل ما ألقي إليه كأنه وحي نازل من السماء غير قابل للقراءة والتحليل والتجزئة فهو كل متكامل مؤسس كتب عليه سري لا يفتح مختوم بدمغة مقدس .
يحيلنا هذا التحليل إلى نقطتين توقف عندها العقل ليطرح سؤالين :
الأول: عن الفلسفة الإسلامية في سياق تاريخي وهو هل هناك وجود لفلسفة إسلامية ؟
الثاني : مدرسة التحليل النفسي وما صاحبها من ضجة في العالم الغربي ما أهميتها بالنسبة للعقل العربي ؟
إشكالات عميقة أنتجت ركاما من التصورات مما يدفعني إلى الوقوف على جوهر ما قدمت محاولا تقديم رؤية خاصة .

1- المتتبع للفلسفة التي سميت إسلامية ونموذج منها أبو نصر الفارابي كانت فقط ترجمة حرفية لما أنتجته الفلسفة الإغريقية وبعض الشروحات دون منح العقل الإسلامي أية جرعة للتجديد فالمدينة الفاضلة للفارابي ليست إلا ترجمة لجمهورية أفلاطون لذا لا أريد الدخول في تبريرات سفسطائية ونقاش لا مخارج له فهي نتاج أو بدقيق الكلمة بضاعة يراد إهباطها ليستقبلها العقل الإسلامي كمقدس دون نقده أي معطى جاهز ولا نبحث عن أثرها فى المجتمع فهي للخاصة فقط لتصبح بعد قرون مرجعا لا يطاله الشك وهي نقطة تبعث العقل اليوم ليعيد قراءته من جديد إن التسليم به في رأي هو كمن وجد هويته طالما بحث عنها. 
  
2-مدرسة التحليل النفسي لما كان لها كل ذاك الأثر في الآخر ثم في الأنا؟ 
إنها نتيجة النكبات والأزمات التي عرفتها اروبا خاصة من فراغ ثقافي وعلمي تراكم من محاكم التفتيش الكنائسي والظلام الذي ألم بأروبا وطن الجراحات والفراغ الديني وغلبة رجال الكهنوت سيطرتهم على العلم كل ذلك جعل لمدرسة التحليل النفسي أن تسد الفراغ الذي إتسم به العقل الغربي بالعموم وتم الاتفاق على أن الإنسان هو ثلاثة مفاهيم فقط وهي الأنا، الهوى، والأنا الأعلى أي أن الإنسان يحكمه بركان اللاشعور لا يحكمه الوعي ولا العقل لذا تحول إلى قوة أستعمارية تخريبية لا تكبحه قيم ولا معايير إنسان تسيره ميوله الطبيعية لا يختلف عن باقي الكائنات وما نراه اليوم أصدق برهان ودليل من لم يكن له وازع لا تنفع معه الروادع 
لذا نقول أن مدرسة التحليل النفسي جففت من الآخر كل القيم وقدرة الإنسان على تحكيم العقل وتحقيق العدالة في عالم الإنسانية ككل أي أن الطبيعة هي البداية والنهاية.

 مما يؤولنا إلى طرح إشكال آخر ما موقع الإنسان العربي والعقل بالخصوص في تحديات الحاضر وهو سؤال لا يخفي شرعية المطلب ولا ننكر أنه مبطن بتساؤل إيديولوجي لما يحاك لنا كعرب في الغد القريب ولماذا نصر على الفرقة والشتات ؟
ونحن على مشارف نهاية الربع الأول من هذا القرن والذي يشير على تحولات جذرية كنهاية الطوق العربي وحرب الماء 
والممرات التجارية والخرائط الجديدة والنزاعات الإقليمية والحروب بالوكالة التي تظهر في الأفق القريب كلها تساؤلات تفرض نفسها على العقل العربي خاصة والإسلامي على العموم .

بقلمي : البشير سلطاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق