مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الجمعة، 13 سبتمبر 2024

الحدران الباردة بقلم البشير سلطاني

 الجدران الباردة 

تعودت على زيارة البيت ولا أفوت فرصة واغرف من الوقت مهما كانت المعيقات  وما أكثرها وأعلم أن طريق الجنة مبلطة  بأشواك المنع ينتابني في كثير الأحيان الإقلاع عن هذا السلوك ويحاصرني ويخاطبني صاحب الغواية بقوله ألم تتعب  ذهابا وأيابا وانت كمن ينحث الصخر وتعاونه في ذلك صراخ ينبعث من داخلي ولما قرأت علم النفس وتغلغلت أغواره أتضح أننا نعيش حياة الشك والقهر من إحساساتنا لأعود  وأصحح ما لقن لنا من مفاهيم عرجاء لا علاقة لها بجوهر الحقائق لأن الإحساس هو تلك المعرفة التي تحصلنا عليها وتكونت فقط من جراء إتصال حواسنا بمن حولنا وتم نقلها وترجمتها إلى ما وجد من معاني الألفاظ التي نخزنها في ذاكرة  تعد  جماعية ربما لم تتمتع بلحظة التقويم والتصحيح ألفاظ فرضها الوسط الإجتماعي فينا والحقيقة هي إدراكات مارس العقل دوره في تصفية تلك المعارف بأدوات عقلية معينة معتمدا على مباديء العقل كمبدا الهوية ومبدأ عدم التناقض ومبدأ الثالث المرفوع  إلخ  من المباديء التي وصفتها الحضارة الإغريقية وترجمت إلينا لذا كان واضحا من البداية ما نصبوا إليه ولكن الضرورة تبيح الإطناب في بعض الأوقات  لنبني صرحنا المعرفي ونحن إذ عززنا معارفنا والإدراك كنا نعاني من النفس الأمارة بالسوء وهي وتتظافر  مع صاحب  الغواية لمنع الإنسان من التفكر والتذكر لإصلاح  ذات البين مثلا كانت محاولات تتداخل مع حرارة الجدران أي أن بيوتنا لا تخلو من عمق العلاقات العميقة التي تشكل نسيجنا السوسيولوجي أي الإجتماعي به تنبعث حرارة تضفي جمالها ورونقها على بيوت العائلات ليسود الود الإحترام والتقدير بين أفراد العائلة الواحدة وبالتالي على الجميع .

هل تستمر تلك العلاقات ؟

بفقدان أحد الوالديين تنشطر تلك العلاقات إلى جزئيات  ليتسرب الكره والبغض  إلى الكل وتصبح جدران البيت أكثر برودة من فصل الشتاء وهي إيحاءات بتعاقب الفصول في علاقاتنا الإجتماعية .

مما يتطلب الصبر في. تجاوز محنة التفكك. الذي أصيبت به المجتمعات    نظرا تحول الفكر من جماعي إلى فردي  برجماتي لا قيمة للخلق فيه .


بقلمي : البشير سلطاني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق