في زقاقٍ ضيّقٍ من بيروت
يمشي الموتُ بوجهٍ مكشوف
يلعبُ لعبةَ الأثير
يصطادُ النداء في جهاز صغير
ينفجرُ في يد طفلة
كأنّه عيدٌ من الدم .
إسرائيلُ تضحكُ خلفَ الأسلاك
تُرسلُ الموتَ بإشارةٍ
ثم تعودُ إلى شاشةِ الرصد
تُتابعُ تحركاتِ اللهبِ في الأحياء
كأنّها تُحصي أنفاسَنا
و تخططُ لانفجارٍ جديد .
لكنهم لا يفهمونَ
نحنُ لا نموتُ بهذه السهولة
نحيا في كلِّ شظية
نُولدُ من رحم الركام
نرفعُ أيدينا لا لطلبِ الاستسلام
بل لاقتلاعِ السماءِ السوداء
من فوق رؤوسِنا .
فهل تعلمتْ إسرائيل ؟
إنّا لا نخافُ أجهزتهم
إنّا نُديرُ عجلةَ التاريخِ بيدٍ
و نحملُ رايةَ المقاومةِ بالأخرى .
لا يُخيفنا جهازٌ يُفجر الأجساد
ما دامت أرواحنا
لا تقبلُ الانفجار .
في بيروت
الطفلُ يولدُ الآن بشفرةٍ في اليد
يُواجهُ الموتَ بضحكةٍ
و كلماتٍ من وعدٍ قديم
لن تمرّوا …
لن تمرّوا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق