مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 15 سبتمبر 2024

أنا آخر الثوار بقلم أنور مغنية

 أنا آخر الثوار 


من وجد نفسه في هذا النص 

فهو المقصود تماماً

أما ما عدا ذلك فهو فيضٌ

من كلمات قد فاض بها إنائي .


أنا الثورة في غزة هاشم الإباء 

وأنا من لبنان الجنوب 

وقوافل الشهداء أحبائي 

أنا اليماني قلب العروبة 

ومواسم الشهامة في صنعاءِ


وأنا العراق وابن عليٍ الكرار 

وابن سبطي الرسول أولاد فاطمة الزهراء 

أنا آخر الثوار حين تعدُّهم 

أنا أوَّل الثوار إذا ما خلعتُ ردائي .


حروف النصر أقطرها نبيذاً أحمراً

حتى يفيضَ بها إنائي 

تسموا للسماء تضحياتي 

وتمطرُ نخلاً مثمراً في صحرائي .


بدمي أصيغُ قصائدي ومدامعي 

ما احتجتُ تدبيجاً من الإنشاءِ

ما احتجتُ فلسفةً يضيعُ في فهمها كُتَّابها.

ما احتجتُ زخرفةً تشدُّ بنائي .


ما احتجتُ تحويل النصوص 

بشكل تقريرٍ صحافيٍ هنا 

حتى يقال حداثةً 

عن شخبطاطي وغبائي  


لم أرضَ مدرسةً تقولُ لأدمعي 

هذا يجوز وهذا لايجوز 

أنا أُقرِّرُ ما يريد بكائي .

لا أقبل بمتزلفٍ يحددُ لي موطني 

وحدي أحددُ أين يكون إنتمائي. 


لا أنتمي إلا لمن جاعوا ومن بردوا 

ومن خافوا في قبوٍ ناءِ.

لا أنتمي ألا لمن أُحرقوا وغرقوا.

ومن جلدوا السياط 

بضحكتين من أقربائي .


أُضفي على هذا الضياع هويةً

وأقولُ روحي كلها 

نصَّاً مترفاً بدمائي .

وأوزِّع الملاحمَ خبزاً ساخناً

للعابرين في عالم الأشياءِ.


ثورة مازال يسردُ حسَّها 

والخائفون لخوفهم غاروا 

وقاموا يلعنون أدائي .

أنا ليس عندي أعداء فعلياً

فما داموا بهذا الرخص 

إني أشتري أعدائي .


شيخ الطريقة كلها قلبي 

وأشعاري السماء 

وكل من قال القصائد 

أو حاولوا أن يرتقوا لسمائي .


ألنصر لي وأنا الكفيل بحملهِ

والنار موطنها خلف ردائي .

حاربتُ عن أهلي لألف قصيدةٍ

وحملتُ أوطاني على أشلائي. 


رتبتُ للثوار ألف طريقة

كي يلتقوا كي يعشقوا

كي يتركوا كي يستشهدوا 

تحت الشموع على لقاء عشائي 

أنا آخر الثوار حين تعدُّهم 

أنا أول الثوار إذا ما خلعتُ ردائي .


د. أنور مغنية 2023 11 26


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق