مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الاثنين، 2 سبتمبر 2024

وجعُ الكلام بقلم إيمان الصباغ

________(وجعُ الكلام))_______
مُتَسوِّلٌ .....وأُريدُ صكَّ براءتي......
لا تتَّهِمنيَ ... بالخيانةِ والخُنوعْ
وافْتحْ ضميرَكَ سيِّدي........ثمّ الْتَقِطْني ...
مشهداً ...وانا أُمثِّلُ مااقْترفتُ جرائمًا ...
دونَ الشروع ْ
حاولتُ أن أُخفي عليكََ حقيقتي.......
وأتيتُ ليلكَ في الهجوعْ
فالعمرُ أشعَثُ أغبرٌ ...وانا على قيدِ المواجعِ لم ازلْ
راضٍ .... قَنوعْ
من أيِّ مجزرةٍ أُطلُّ على دمي ...؟
والأرضُ تُسرِعُ في الخُطا...
والليلُ أشباحًا يَصوعْ
مذ فاءَتِ الدّنيا ضلالاً واستوتْ...
... أدْركْ بقاءَنا سيِّدي .... فاليومَ لا شيئُ
سيُنجو ...لا رجوعْ
وانا ونصفُ حكايتي ..
يا نصفَ ما هو قد تبقى من كيانيَ والشُسوعْ
لا تنتظرني ..ربما زمنٌ يناهضُ ما جنيتُ من الأسى
او ما ادَّخرتُهُ من حنينٍ في الضّلوعْ
واسمحْ لعمريَ بالبقاءِ إنِ اسْتَطعْتَ تماسكًا
يومَ اغْتِسالِ الماء من ألمِ الفُجوعْ
إن القيودَ يغرُّها فيكَ انهزامًا فانطلقْ...
واطْلقْ سراحَك قد كُسِرْتَ تعاضُداً
عزمًا خَدوعْ
في بيتِك المنكوبِ ترشحُ صورةُ
فوق الجدارِ خِضابَ حُزْنِكَ ....
ضُمَّها ...بيدينِ ترتجِفانِ من قيدٍ مَنوعْ
وأخلعْ دُجاكَ الليلُ يسرقُ عتْمهُ ..
من سندِيانكَ ..والجُذوعْ
يا أيِّها الليلُ العميقُ تكاثراً فوق الصدورِ
توغُّلاً بأزقَّتي ...... تختالُ يتبعُكَ الهُروعْ
غافلتُ جُندَكَ واسترقْتُ السمعَ
كي أجِدَ الصباحَ على الربوعْ
وأخذتُ أبحثُ عن مكانِ إقامتي
أُلقي عليهِ القبضَ أجمعُ مااستطعْتُ من الشتاتِ
وما خلعتُ من الصُدوعْ
أيضيقُ دهريَ غصّةً ...نفسًا عميقًا أحْتبسْهُ
أيا حياةُ تشهَّدي ...
يا همسَ قلبيَ في الضّروعُ
طالَ الرحاءُ توسُّلاً ....
أفلا ...تعودُ مكثتني..... دون الرجوعْ
والعمرُ أودى بالضياءِ ....ابْيضَّ في العينينِ حزنٌ
دونه ألمٌ جَزوعْ ....
أخبرني يا أنت الذي يتَّمتني.....
أيموتُ عِطْرُكَ دونما عمري يضوعْ...؟
ويموتُ شوقٌ.ثمَّ يُبْعثُ في الرميمِ أنينُهُ ....
من رحمِ آلامِ الدموعْ
وانا متاحٌ للرِثاءِ وللجوى...
مذ طاردتني لعنةُ الصيادِ تنزفُ جُثَّتي...
وِزْرَ الرّصاصِ هديرَهُ .......قلقَ الدروعْ
عبثًا أُحاوِلُ أن أرى الأشياءَ دونَ سوادِها...
كي لا أُصلِّي مرتينِ بلا ركوعْ
وأسيِّجُ الفجر الذي ..
في شرفةِ الأضواءِ دثَّرَ بعضهُ..
خوفًا عليهِ من الوقوعْ
فلماذا آثرتَ السكوتَ ......؟
لماذا لم تُلقي الإجابةَ سيِّدي ...؟
ولقد سمِِعْتَ صُراخَنا .....
كان السؤالُ مضرجٌ بدِمائنا ...ألَمًا ينوع
والصمتُ في حرمِ الدِّماءِ جريمةٌ...
وخيانةٌ عُظمى....وإثْمٌ ليس يُغْفَرُ....
ليس ينساهُ الجُموعْ 
أتعِبتَ من وجعِ الكلامِ وشرْحِهُ
حتّى ضلَلت خِيامَنا ..
وتقطّعتْ سُبُلٌ بدربٍكَ ثم غسَّاها قُشوعْ
من قالَ أنّ الحقَّ شمسٌ..
لن تغيبَ عن السطوعْ..
فلِمَاذا أُصلبُ مرَّتينِ......
ويُفْسِدونَ أماكني ......دون الرُّدوعْ
سرقوا الدموعَ من العيونِ ولم أجدْ مِصباحَها
والنورُ أعمى ........ لا أرى ...
إلّا سوادَ ملامحٍ خلف الضبابِ 
وتحت سقفيَ و القُبوعْ ...
سأرتِّبُ الآنَ اضْطرابي ...والحياةَ
أُلملِمُ الأيامَ من غَفلاتٍها...
ومن المرايا .......من هسيسِ الذكرياتِ
من الشُموعْ
فهناكَ متَّكئٌ لطيفِكَ في الأرائكِ والضُّلوعْ
وأعودُ أفتتِحُ الهروبَ على النوافِذِ كلِّها...
حتى أراك تُضيءُ لي قمراً تُحيكَ وميضَهُ
نُزُلاً على متنِ الطُلوعْ
وتكونُ مبتسِمَ السماءِ يفيضُ حولكَ كوثرٌ ..
عذبُ الرِيوعْ
هذا المساءُ مؤجّلٌ فيه العشاءُ جنازةً
ورغيفَ خُبْزٍ .....ليس يُسمنُ ليس يُغني...
محضُ جوعْ
لا تنتظِرْنا إنّنا ....ذاتُ العهودِ هزائمًا يا سيِّدي  
تترى نُقدِّمُ مااسْتطعْنا من خُنوعْ
سأُعيدُ للمنفى...بطاقةَ دعوتي
وأُخلِّصُ الأخشابَ من ألمِ اليسوعْ
وأدقُّ أجراسَ الكنائسِ قد نذرتُ العمرَ صومًا 
لا أريدُك سيّدي ...ماكنتَ لي يومًا سَموعُ
تلكَ الأجندةُ والخرابُ خرابُكمْ ....
والماءُ مائيَ ...لن أُساوِمَ ...لن أُفاوِضَ ...لن أسوع
بيديَّ مفتاحُ الهروبِ ومنبرُ..
صلى على الدنيا ..
فأبكاهُ الخُشوعْ...
وأنا على قيدِ البلادِ جمعْتُها..
بصدى استغاثاتِ النبوءةِ لم يُجبْ ...
إلّا أنينُ العابرينَ من السرابِ إلى الجُزوعْ
هذا لأنّي لم أمتْ ....فعلامَ شيَّعني الجُموعْ
إيمان الصباغ ......

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق