الصبر والحزن والألم والوجع والخصام ، هي قيم ومشاعر معاناة ، ولكل منها وجه من وجوه الجمال ، فالصبر يكون جميلاً و الحزن كذلك...وكذا الألم والوجع .
وحتى في الخصام يكون وجه مشرق من الجمال بأن نتحلى بآداب الخصومة فلا نبالغ في الخصومة لدرجة الشطط
والإغراق والإفتراء والإفراط والإهانة والإسفاف ورمي الطرف الاخر بماليس فيه من صفات وتجاهل كل رابطة طيبة ونسيان اي معروف وإستخدام الكلمات الحادة القاطعة التي لا تداوي جرحاً ..حتى يصبح التجريح هدفاً في ذاته لا دفاعاً عن الكرامة أو استجلاب حق .
هنا يصعب إن لم يكن من المحال أن يعود الطرفان بعد كل هذا التجريح كما كانا قبله ...وأن يعود الحال الى ماكان عليه .
لهذا علينا أن نرتقي بخصوماتنا
فلا نتناول الاخر الا بالطيب من القول وأن نضبط ألسنتنا...ذلك ان هناك جزء من هذا الاخر ، كنا نرتضيه يوماً في وجداننا فإدانته والتعرض له ...هو ادانة وإهانة لذواتنا التي قبلته يوماً.
حيث كان له حيز من ود وعهد سابقاً فليكن الإحسان شعارنا ، لأن توجيه النابي من الكلام والإشارة له بما لايليق وتسفيه قوله جوراً قد يحول الخصومة لعداوة ويثير الضغائن.
وهنا يتحول الخصام لفجور وهو قلب الحقائق وجعل الباطل حق والحق باطلاً بطريقة قبيحة ممجوجة.
وهو من أخبث الخصال الذميمة لأنه يطمر الفضيلة بكونها حقاً وخيراً ووجداناً ويتوه طامرها عنها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق