مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الجمعة، 25 أكتوبر 2024

(2)»إلى أين نحن ذاهبون«(2)» بقلم علوي القاضي.

«(2)»إلى أين نحن ذاهبون«(2)»
رؤية: د/علوي القاضي.
... وصلا بما سبق ، فقد لاحظنا أن هناك من المجتمعات مايفضل التخلف والجهل والسطحية بل ويفضل حكم الرويبضة ولايرغب في تعديل فكره وثقافته وسلوكه التافه ، بل ويحارب كل من يريد لهم ذلك حتى القتل ، وهذا ماحدث فعلا للدكتور (جوزيف رينارد) من أهل قريته (ساو) حينما حاول تعديل سلوكهم جينيا فكانت نهايته القتل والحرق
... الحمد الله أنني لا أحب أبدا متابعة الأفلام أوالمسلسلات أوالفنانين والفنانات ، ولكن هذا لا يعنى بأننى لم أسمع عن الفنان الشهير (فلان) ، أو الفنانة الشهيرة (فلانة) ، أو من شابه من المشاهير فيما شابه من تلك المجالات ، فالحق أن القنوات الفضائية ووسائل الإعلام لم تُقصِّر فى (تبليغ) الناس وبإلحاح وفيما يشبه الحصار ، تلك (الرسالات) الفنية والكروية وما شابه ذلك من أسباب اللهو والعبث ، إلى حد أن بلغهم عن هذه الأمور أكثر مما بلغهم عن رسالة الدين !
... وقد يهتم أحدنا بمعرفة (سيرة) أحد اللاعبين ، أو إحدى الفنانات ، ولكنه لايعنيه من قريب أو من بعيد البحث فى سيرة أحد الصحابة الأجلاء ، أو سيرة أمهات المؤمنين ، ومن غير المستبعد أنك إذا سألت أحدهم ، هل سمعت عن مطرب إسمه (فلان) ؟! ، فإنه قد ينظر إليك تعجباً وكأن جنوناً قد أصابك ، إذ كيف تتوقع منه جهلا كهذا ! أما إن سألته ، هل سمعت عن أحد الصحابة أو عالم من علماء المسلمين ؟! ، فإنه قد ينظر إليك تعجبا أيضا ، ولكن هذه المرة وكأنك قد نطقت لغزاً ، فمن هم الصحابة وعلماء السلف والخلف والمجددين ؟! لا تجد إجابه للأسف ولا ثقافة  
... فهل يوجد (توهان) وإنحدار ثقافي وفكري أكبر من هذا ؟! المطرب فلان أو الممثل فلان أو اللاعب فلان ومن على شاكلتهم ، معروف لدى كثير من الشباب حتى الكبار أكثر من الصحابة وٱل البيت والعلماء المجددين ! ، ولكن الحق يقال ، فقد بدأ بعض شيوخ الفضائيات الآن فى ذكر بعضهم ، ولكنهم قد نطقوا عنهم (كُفراً بعد أن سكتوا دهراً) ، وبما لايكفي لإعطاءهم حقهم لما قدموه ولايزالوا يقدموه في بناء المجتمع الإسلامى ونشر وتثبيت الدعوة الإسلامية ، لذلك فرح بهم الدجالون أعضاء (تكوين) ، واستدلوا بهم على شبهاتهم التى لا يألوا الأزهر جهدا في محاربتهم !  
... ولعل معترض أو مشكك ينتفض الآن ويقول ، هؤلاء العلماء وبالذات علماء (الحديث) ، حولهم كثير من الشبهات فيما ذكروه في كتب الصحاح الست ! فأقول ، إذا افترضنا جدلا بأن كلامهم فيه شئ من الشبهه ، وهذا فرض مستحيل فقد ثبت صدقهم بالأدلة والبراهين ، ألا يوجد فى مشايخ هذا الزمان ولو شيئاً ضئيلاً من النزاهة والشرف حتى يذكروا بجانب افتراءاتهم المهولة عليهم ولو شيئاً ضئيلاً من محاسنهم ؟! ، فلقد حرص هؤلاء العلماء الثقاة على نصرة الإسلام وتحري الدقة في تتبع الأحاديث الصحيحة ، وأفحموا أعداءهم بما لم يستطع غيرهم أن يفحمهم به ، حتى اشتعل غيظهم إلى حد نجاحهم فى تأليب علماء هذا الزمان عليهم وعلى جماعتهم ، فكفروهم وأخرجوهم من الملة ، فحق عليهم قول المصطفى صلى الله عليه وسلم عن فقهاء هذا الزمان بأنهم (شر من تحت ظل السماء ، منهم خرجت الفتنة ، وإليهم تعود !)
... ولنر الآن ما الذى يحدث منذ أكثر من مئة عام ، وكيف خرجت الفتنة من فقهاء هذا الزمان ، وكيف إليهم تعود ، وهذا كان ميدان جهاد الشيخ محمد عبده مجدد هذه الأمة الذى بشّر الرسول بقدومه هو وغيره من العلماء المجددين على رأس كل مائة عام ، مثل فضيلة الإمام الشيخ محمد الشعراوى ، وأيّده الله وغيره من العلماء بدلائل تثبت صدق دعواه ، لم يصدّقه العلماء ، ولم (تشفع) له عندهم دلائل صدقه ! حتى طاله الهجوم هو الٱخر ، وبعد أن هوجم العلماء ، أحاطت بالأمة الفتن من كل حدب وصوب ، فرفعوا أيديهم إلى الله لينصر دينه ، ويعجل بالفرج على الأمة ، ويجنّب الأمة شر الفتن ماظهر منها ومابطن !
... ولذلك فإن الله سيستجيب لهم ، ولا عجب فى ذلك ، وهكذا خرجت الفتنة من فقهاء آخر الزمان حين كذّبوا العلماء السلف والخلف ، وعادت إليهم وعلى الأمة بالشبهات ، وتدمير أخلاق المسلمين بترسيخ عادات (أبناء القردة والخنازير) الوضيعة فيهم إذا لم يخرجوا من ملّتهم ! ، وغنى عن البيان وقوع أكثر المجتمعات الإسلامية بالفعل فى فخ أمة الدجل التى تعمل وفق مخطط مدروس للقضاء على الإسلام منذ أكثر من مئات الأعوام ، ففضلا عن تأثر بعض المسلمين بشبهاتهم حول الإسلام حتى خرجوا منه ، فإن منهم من تأثر بالأفكار المنحلة التى حرصوا على ترويجها بواسطة نوافذ عديدة ، من بينها كثير من الشاشات العربية التى تُفرِّخ المطربين والراقصات ، وتبث الأفلام والمسلسلات التى تعرض فيها المظاهر الغريبة عن الفضيلة ، والبرامج المسماة ب (تلفزيون الواقع) التى تصوّر شبابا وفتياتا يعيشون معا فى بيت واحد ، ويحدث بينهم الكثير من التجاوزات الأخلاقية ، وارتداء الفتيات للملابس الخليعة أمام الشباب ، وباتت هذه السلوكيات عادية جدا فى كثير من المجتمعات العربية ، ومن يستنكر كل هذا الإنحلال الذى يملأ الشاشات ، فإنهم يُعتبرونه إما أنه غير متحضر ، أو أن خياله مريض ! ، وهكذا إنقلبت الرؤية عند كثير من المسلمين بعد أن اتبعوا الدجالين ، الذين قلبوا الحق إلى باطل والباطل إلى حق ، ومشوا خلفه كالعميان ، لايفرقون بين التحضّر والإنحلال ، بل يقلدون كالقرود والببغاوات دعاة التحضر المزيّف وحريّة الجاهلية العارية من القِيم فلاحياء ولاحجاب ولاغيرة ولانخوة ، بل روح ديوثية مع سلوكيات منحطة وتآلف مع الشيطان والمعصية حتى ران على قلوبهم !
... وبذلك غُرست فيهم صفات أبناء القردة والخنازير الوضيعة ، فأصبح المسلم بالفعل فى كثير من المجتمعات كما أراد له الدجالون ، مسخاً لايصلح لشيء ، إلا لأن يكون معولاً غبياً فى يدهم لهدم القيم الإسلامية حتى وإن بقى بالإسم فقط على ملّته ! وهذا ما تنبأ به سيدنا محمد صل الله عليه وسلم عن آخر الزمان (الذى لم يبق من الإسلام فيه إلا إسمه !)
ولا يعتقد من نأى بنفسه عن عادات أحفاد الخنازير الفاسدة ، دون أن يعى المعنى الحقيقى لقتل أفكارهم ، بأنه قد نجا من الفتنة ، فأكثر المسلمين إن لم يدخل الفساد فى سلوكهم ، فهو فى عقيدتهم (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) ، وذلك بإصرارهم على ما يقوله الدجالون وفى إقرارهم بما يقولوه من الشبهات ، ومن الروايات المنسوبة زورا إلى خير الأنام ، وبقائهم على كل هذه الإعتقادات بعد أن صححها الحكم العدل على لسان نبيه ورسوله صل الله عليه وسلم ، يعنى وقوعهم فى فتنة الدجالين حتى وإن صاموا وصلّوا وحجوا ، فهم لم يعقلوه كما أمرهم الرسول صلى الله عليه وسلم ، حين قال لهم (إنما أحدثكم بهذا لتعقلوه وتفقهوه وتعوه !) وهم لايعرفون من القرآن الكريم إلا رسمه حين يستعيذون بالله من فتنتهم ، دون أن يفقهوا الحكمة من أمر الرسول الأعظم بالاستعاذة منهم 
... وإلى لقاء في الجزء الثالث والأخير إن قدر لنا ذلك وقدرت لنا الحياة
... تحياتى ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق