مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الخميس، 17 أكتوبر 2024

»الواقع الإفتراضي«(3)» بقلم علوي القاضي.

«(3)»الواقع الإفتراضي«(3)»
دراسة وتحليل : د/علوي القاضي.
... طرحنا في الجزء الثاني دور الواقع الإفتراضى والمعزز في تحسين وتطوير التعليم والعملية التعليمية ، واستكمالا لما يقدمه الواقع الإفتراضي والمعزز في مجال الطب والرعاية الصحية ، نلاحظ تمكن برمجيات الواقع الإفتراضي من الوصول في مجالات الخدمة الطبية إلى مستويات عالية من التدريب للأطباء والتمريض والمرضى ، وتقليل إستهلاك الوقت ، ورفع كفاءة الأطباء والمرضى في إستخدام الأدوية 
... فعن طريق الواقع الإفتراضي يمكن للأطباء التدريب على إجراء الجراحات على نماذج محاكاة للإفراد ، ومن مسافات بعيدة ، والمريض في موقع بعيد ، وبذلك يمكن لطبيب ما في أحد المستشفيات إجراء جراحة عاجلة لأحد الأفراد وبالتحكم من بعد ، بينما المريض في مكانه ، بدلاً من نقله إلى المستشفى 
... كما أن هناك محاولات لدمج الواقع الإفتراضي مع تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الكبيرة ، وهو ما سيؤدي الى خلق طرق جديدة من التدريب والتعليم والعلاج 
... ولاشك في أن (قطاع الروبوتات) و (الذكاء الإصطناعي) و (الواقع الإفتراضي) لهم تأثير قوي في الرعاية الصحية ، إذ يعتبر قطاع الرعاية الصحية ثاني أكبر القطاعات توظيفاً لتكنولوجيا الواقع الإفتراضي بعد التعليم ، وتوظيف هذه التكنولوجيا في إستخدامات عدة منها العمليات الجراحية ، والعمليات التي يجريها الروبوت ، والتدريب على المهارات دون تعريض المريض لأي خطر فعلي من خلال واقع إفتراضي يحاكي الحقيقة 
... وللإستفادة الأشمل من هذه التقنيات ، قام مَجمع البحوث الهندسية وعلوم الفيزيقا بنشر وتمويل إختراع وضعه العلماء ، وهو عبارة عن جهاز يضعك في عالم إفتراضي هو أقرب مايكون للحقيقة ، ليجعلك ترى ، وتسمع ، وتشُم ، وتتذوق ، وحتى تلمس ماتراه وتسير مع الأشخاص ، وقد أُطلق على هذا المشروع إسم (نحو واقع إفتراضي حقيقي ، Towards Real Virtuality) 
... وهذا يُعد أول جهاز (تحت رعاية هذه التكنولوجيا) يمكنه محاكاة الحواس الخمس ، ليجعلنا بذلك قادرين على طرح بعض الأسئلة الصعبة ، مثلا ، ماذا كانت طبيعة الحياة في مصر في العشرينات ؟! ، أو ، ماذا كانت الشوارع تبدو حينئذٍ ؟! ، وماذا كانت طبيعة الأصوات والروائح والملابس في تلك الأنحاء العتيقة ؟!
... لقد عقدنا الأمل على هذه التكنولوجيا ، أنه يوما ماقد يكون بإمكاننا أن نزور كل تلك الأماكن والحِقب التاريخية كـ (سُيَّاح إفتراضيين) 
... وانطلاقا من هذا المفهوم يمكن تطبيق تكنولوجيا الواقع الإفتراضي في المجال الطبي مما يساعد على سرعة الإجراءات الطبية وسيكون متاحا القيام بها ، كما يتخيل المرضى أنهم موجودون فعلا أمام الطبيب مباشرة ، لذلك (نحن نحاول أن نجرب رسم شخصيات مختلفة من حيث الحالات الطبية ، والتغيرات الحسية التي يشعر بها المريض من منظورِه الخاص) 
... والهدف الرئيسي من هذا الجهاز هو إعداد مُنتج يمكنه المساعدة في علاج المرضى ، والتفاعل والتواصل مع كِبار السن ، عن طريق الشعور بما يشعرون وتطبيق الإستشارة والعلاج الصحيح 
... لكن على الرغم من كل تلك الإيجابيات والثورة المحدثة في عالم الطب نتيجة هذا التطور ، إلا أنه لايخلو من بعض (مخاوف التغيير وهواجس التطبيق) ، و (مخاوف تتعلق بمجريات العمل والتطبيق منها) ، و (مقاومة بعض المرضى لمثل هذه التكنولوجيا وعدم رغبتهم في استخدامها) ، و (بعض المشاكل التقنية التي قد تعترض الإجراءات خلال الممارسة) ، و (هناك مخاوف تتعلق بعمر بطاريات الأجهزة) ، مثل أجهزة تعقب المرضى من أجل ضمان تقديم قراءات دقيقة 
... مما سبق نؤكد أن تقنيات الواقع الإفتراضي قادرة على رفع كفاءة قطاع الرعاية الصحية ، وأن من شأنها تعزيز مستوى تدريبات الجراحة على مستوى العالم ، منها أحدث وأول جهاز من نوعه ، لأشعة الرنين المغناطيسي ، يمكنه تصوير المريض في أوضاع عدة ، كما بات يستخدم اليوم جهاز (سينهاتس) وهو عبارة عن جراحة روبوتية تستخدم في جراحة المناظير ، وفيها حساسات يشعر الطبيب بكل حركة للروبوت 
... واستكمالا لاستغلال تقنية الواقع الافتراضي والمعزز في المجالات المدنية فإن في المجال العسكري كان لتقنيات الواقع الإفتراضى والمعزز دور قوي وفعال فى (التطبيقات العسكرية) ، وكذلك تطبيقات الذكاء الإصطناعى فى وقت الحرب كما في وقت السلم    
... فبعض الدول بدات وطورت نماذج من الواقع الإفتراضى والمعزز فى التطبيقات العسكرية لدورها وفائدتها الجمة ، واستخدام تقنيتي AR & VR في تدريب الجنود بالمجالات العسكرية المختلفة ، نحن نعلم أن 1 من أصل 20 جنديًا يقتلون في التدريبات العسكرية ، لذلك أدركنا أهمية هاتين التقنيتين في التدريب دون خسارة الأرواح ، إذ تعتبر هاتان التقنيتان آمنتان جدًا إضافةً إلى أنهما أقل تكلفة ، ويتضمن التدريب إستخدام شاشات العرض المثبتة على الرأس (HMD) وقفازات البيانات ليتمكن العسكريون من التفاعل مع الأشياء داخل بيئة إفتراضية ، وينقسم التطبيق إلى أنواع تشمل كل المجالات : 
... (التدريب الجوي) استخدام (VR) في التدريب على الطيران ، وتدريب المظليين دون التسبب في ضرر مادي للمتدربين ، وكذلك (التدريب الطبي الميداني) ، ناهيك عن (التدريب على القتال) ، لتدريب الجنود بطريقة مناسبة تمكنهم هاتان التقنيتان من القيام بذلك ، وكذلك (التدريب البحري) لتدريب الجنود على الملاحة البحرية 
... واستخدام التقنيتين AR & VR في ساحات المعركة ، تقدم تطبيقاتٍ عديدةً في المجال العسكري للقوات (البرية والجوية والبحرية) ، كما يمكن كذلك إستخدام هذه التقنية لدى جنود المشاة ، وهنا تكمن أهمية هاتين التقنيتين في الصناعة العسكرية ، كما يستفاد منهما فى التخطيط لهيكلة المعدات والآلات العسكرية مسبقًا قبل تصنيعها 
... ولبعض الدول تجارب فى إستخدام الواقع الإفتراضى والمعزز فى التطبيقات العسكرية ، مثلا (سلاح الجو البريطانى) الذى نفذ برنامج تقنية محاكاة الواقع الإفتراضى وأصبح المحاكى الإفتراضى جزءًا روتينيًا من برنامج التدريب للقوات المسلحة 
... وكذلك تجربة (الولايات المتحدة الامريكية) فى إستخدام تقنية الواقع الإفتراضي والمعزز فى التطبيقات العسكرية
حيث يطالب الجيش بتصميم وإنتاج تقنيات الواقع الافتراضي (VR) لدعم محاكاة المشاة ، وبروفات المهام العسكرية ، وتقليد مناطق المهام المختلفة ، والطقس ، والإضاءة ، والتضاريس ، ودرجات الحرارة وتجنب الإنفاق على محاكاة الأهداف
... تحياتى ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق