مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الخميس، 17 أكتوبر 2024

حاجتنا يا ولدي بقلم عبدالعزيز دغيش

حاجتنا .. يا ولدي 
.
عبوراً ثالثاً .. حاجتُنا . يا ولدي
النفسيةُ تحتاجُهُ ، كحاجتِها للولدِ
كالزادِ كالماءِ كالهواءِ وكالحبِّ
بل وأشدُّ وأكثر إحتياجاً له
.. يا ولدي
فالتقتيلُ والتنكيلُ
عمّ أرجاءَ بلادِنا
والتجهيل
و الإفساد تفشى
والضرب والنهب أتسعا
وكذا الإذلال المستهدفُ
لذاتِه
قد زادَ عن الحدِّ
حتى بتنا حكومات مُذَلةً
وشعوباً مستضعفة
يُرثى لها ،
للمعونات تستجدي
وفلسطينُ تُنتزعُ من الخارطة
أمام أعيننا ، ومن القلبِ
يُبادُ أهلها
أنفردَ بها كلٌ من الغِاصبِ
والمستبدِّ
عبوراً ثالثاً نحتاجُهُ..
سريعاً يتلو سابقَيْهِ
قبل أن تكرهُنا التربة
وتميدُ بنا الأرضُ
وقبل أن ينفر منا الوليد
وشعوبنا تقضي بالكمد
عبوراً يقتحمُ السماء ..
يا ربّ السمواتِ والأرضِ
وربّ الخوارقِ والأقدارِ والكدِّ
يخترقُ الارضَ ويشعلُها
تحتَ أقدامِهم
يذيقهم الردى
ويطويهم بحبالٍ من مَسَدِّ
حاجتُنا طوفانٌ جديدٌ
كطوفانِ الأقصى ،
الميمونُ المذِلُ الأغرُّ
المتجددُ إن شاء الله
والمستجدِّ
وأشملُ منه وأعمقُ
وأقوى وأوسعُ جِناناً
وأوفى ، يستوفي الحاجةَ
من كلِّ بُدِّ ؛
من سيناءَ ، من الأغوار ِ،
من القنيطرةِ ،
من عيتا الشعبِ ،
من البحرِ ، من السماءِ ،
من تحتِ الأرضِ ،
من الشرقِ ، من الغربِ ،
من الشمالِ ، من الجنوبِ ،
من البُعد ومن الجَنْبِ ،
من جميع الجهات ،
من كل حدبٍ وصوبٍ
وسهلٍ وجبلٍ ونجد ِ
يداً واحدة ، ودُفعةً واحدة ،
ويدٍ بيدِّ ،
دون تلكؤٍ أو تقصيرٍ أو تأخيرٍ ،
بما لنا من كمونِ قوةٍ وأخوة
وإلى أقصى مدى وأقصى حدِّ ،
بكل حنكةٍ وعشق ٍوفدى ،
وتناغمٍ وإبداع ٍ
ورباطةِ جأشٍ و حُسن بلاءٍ وتجلدِ ،
يبني على ما للتاريخ من دروس ٍ
ويجددُ في الروحِ والبلدِ
والثقافة والدمِ والولدِ ،
عبورٌ تلوَ عبورٍ بعدَ عبور ،
في السبتِ أو الإثتين ِ
أو الجمعةِ أو الثلاثاء أو الأحدِ
بعبورٍ طوفانيٍ يتحررُ الأقصى ، وليس بغيرهِ ،
وتتطهرُ البلدُ ،
به ننتصرُ للحقِ المسلوبِ ،
ونردُّ على غزارةِ الدمِ المسالِ ،
به الحقُّ يُستردُّ
نقضي ما علينا من دينٍ
ومن حق ٍ
للضحايا والتربة والتاريخِ
وننفض غبار الذل ، ونبلغ السدد ،
به يُستعادُ رفعُ لواءَ العزةِ
والفخارِ والمجدِ والسؤددِ ،
لا بدُّ لا بدُّ ..
تلك هي الحاجة النفسية ، والحالة النفسية
لشعوب الأمة العربية
يا عرب التخاذل والجبن والبردِ
ويا عربان الردى والمتردي .
مددْ يا الله مددْ ، أحدٌ أحدْ.
عبدالعزيز دغيش في 25 أكتوبر 2023 م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق