عشتُ طويلاً فوقَ حافةِ الجرف
كلما اقتربتُ من الغياب
أعادني النسيمُ لرقصةٍ أخيرة
و لونتني الشمسُ بظلٍّ آخر
لم يكن ثوبًا يُرتدى و لا روحًا تُسْكبُ في الجسد .
لكنه كان الحياةَ في أقصى ضحكتها
و الهاويةَ في أقصى ندائها
كنتُ أنا ، و كنت أنت
و كانت الطرقُ تؤدي إلينا
و كل خطوةٍ فيها ألفُ حزنٍ مخفيٍّ و ألفُ شمعةٍ تُطفأ .
أنا من كتبتُ على الجدارِ خريطةَ الهرب
و لم أهرب
أيقنتُ أن الوقوفَ على الجرفِ
ليس ضعفًا
و ليس شجاعةً
بل تَجذيفٌ في بحرِ الأرق
و صوتُ ارتطامِ الأمواجِ
أبعد من أن تُدركه الحناجر .
كنتُ أعودُ من الانهيارِ
في كلِّ مرة
ألملمُ أشلاءَ الصمت
و أجمعُ الليلَ في عيني
حتى أصبحَ الكونُ كوكبًا وحيدًا
يدورُ حول فكرةِ السقوط
و لا يسقط .
عماد نصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق