مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 27 أكتوبر 2024

حديث ذو شجن بقلم فاخر خالد

محطات من الذاكرة
حديث ذو شجن ..

بعد فراق سنين طويلة التقيتها في مخزن المدرسة المخصص لخزن المستهلكات . حيث رايتها وعرفتها . وقد عرفتني حين عانقتها وهمست لها قائلا . كم تحملتيني وانا ارمي بثقلي عليك .؟ وكيف صبرتي وانا احفر حروف اسمي على ظهرك بالمبرات . ؟
وحين التقيتها . دار بيني وبينها هذا الحديث .
حديث ذكريات وشجن سنين .
قالت . والله كبران يا فاخر .. لقد غزاك الشيب .
قلت لها هذه سنة الحياة ومراحل العمر .
قالت .. انظر يافاخر .. اهكذا يُقيمون خدمة سنين طويلة. يرمونا في هذا المكان المظلم والغبار شوه اشكالنا .!؟
قلت . فعلا انه منظر مؤلم ومحزن .
سألتني كيف حال الدار والدور؟
قلت لها لادار ولا دور البعض هجرها ليسكن المخيمات والبعض الاخر هجرها ليعبر المحيطات بحثا عن الامان والاطمئنان
قالت . وهل لازال البعير على التل .؟
قلت لا . فقد نزل من زمان .!
سالتني مستغربة . وكيف اقتنع ونزل !؟ 
قلت نزل بسبب كثرة البعران في زمننا هذا والتي زاحمته على المكان .
قالت . وماهي اخبار قدري هل لازال يقود بقرنا ؟
قلت لا . فقد تشتت القطيع وازيح قدري من قيادته ليحل محله الحمير والخرفان .
قالت . اذاً كيف اصبحتم ؟
قلت لها كدقيق على شوك نثروه ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه .
قالت . وماهي اخبار المهندس الصغير . هل لازال صغيرا ويلهو بقطعه؟
قلت واليوم يلهو بدخان البنادق وازيز الرصاص .
قالت . طمني عن خالد هل لازال تائها في الغابة ؟
قلت لالا . فقد خرج منها ليدخلنا جميعا في الغابة .
قالت . اذاً اين ذهب؟
قلت انه هناك يتسكع في شوارع لندن وازقتها ومعه ملايين الدولارات من حقوق الفقراء والمساكين .
قالت هل معلمي اولادكم يهتمون بقيافتهم وهندامهم كما كان المرحوم استاذ تركي . والمرحوم استاذ غازي . وسامي رحيم بتلك القيافه والتفاني والأخلاص. 
قلت لا لا . لقد لبس المعلمين الجينز والشورتات ولا احد يعرف ربطة العنق كيف تعمل . احاينا يصعب عليك ِ ان تفرقي بين المعلم والطالب .
عندها طرقت لبرهة ثم قالت .
وماهي اخبار فوزيه هل لاتزال تساعد امها؟
قلت لها لقد توفيت منذ ان ذهبت الى السوق لتشتري لإمها بعض الحاجات 
قالت وما سبب الوفاة؟
قلت لها انفجار سيارة مفخخة :
عندها قالت بحرقة وحسرة :
ياليتني لم اكن ( .......) واحملكم طيلة هذه السنين .
ياليتني كنت حجرا ولم اعرفكم .!
عندها فارقتها بدمعة بعد حديث ذو شجون .
وانا اردد الف تحية للقراءة الخلدونية .

🖋فاخر خالد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق