حديث ذو شجن ..
بعد فراق سنين طويلة التقيتها في مخزن المدرسة المخصص لخزن المستهلكات . حيث رايتها وعرفتها . وقد عرفتني حين عانقتها وهمست لها قائلا . كم تحملتيني وانا ارمي بثقلي عليك .؟ وكيف صبرتي وانا احفر حروف اسمي على ظهرك بالمبرات . ؟
وحين التقيتها . دار بيني وبينها هذا الحديث .
حديث ذكريات وشجن سنين .
قالت . والله كبران يا فاخر .. لقد غزاك الشيب .
قلت لها هذه سنة الحياة ومراحل العمر .
قالت .. انظر يافاخر .. اهكذا يُقيمون خدمة سنين طويلة. يرمونا في هذا المكان المظلم والغبار شوه اشكالنا .!؟
قلت . فعلا انه منظر مؤلم ومحزن .
سألتني كيف حال الدار والدور؟
قلت لها لادار ولا دور البعض هجرها ليسكن المخيمات والبعض الاخر هجرها ليعبر المحيطات بحثا عن الامان والاطمئنان
قالت . وهل لازال البعير على التل .؟
قلت لا . فقد نزل من زمان .!
سالتني مستغربة . وكيف اقتنع ونزل !؟
قلت نزل بسبب كثرة البعران في زمننا هذا والتي زاحمته على المكان .
قالت . وماهي اخبار قدري هل لازال يقود بقرنا ؟
قلت لا . فقد تشتت القطيع وازيح قدري من قيادته ليحل محله الحمير والخرفان .
قالت . اذاً كيف اصبحتم ؟
قلت لها كدقيق على شوك نثروه ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه .
قالت . وماهي اخبار المهندس الصغير . هل لازال صغيرا ويلهو بقطعه؟
قلت واليوم يلهو بدخان البنادق وازيز الرصاص .
قالت . طمني عن خالد هل لازال تائها في الغابة ؟
قلت لالا . فقد خرج منها ليدخلنا جميعا في الغابة .
قالت . اذاً اين ذهب؟
قلت انه هناك يتسكع في شوارع لندن وازقتها ومعه ملايين الدولارات من حقوق الفقراء والمساكين .
قالت هل معلمي اولادكم يهتمون بقيافتهم وهندامهم كما كان المرحوم استاذ تركي . والمرحوم استاذ غازي . وسامي رحيم بتلك القيافه والتفاني والأخلاص.
قلت لا لا . لقد لبس المعلمين الجينز والشورتات ولا احد يعرف ربطة العنق كيف تعمل . احاينا يصعب عليك ِ ان تفرقي بين المعلم والطالب .
عندها طرقت لبرهة ثم قالت .
وماهي اخبار فوزيه هل لاتزال تساعد امها؟
قلت لها لقد توفيت منذ ان ذهبت الى السوق لتشتري لإمها بعض الحاجات
قالت وما سبب الوفاة؟
قلت لها انفجار سيارة مفخخة :
عندها قالت بحرقة وحسرة :
ياليتني لم اكن ( .......) واحملكم طيلة هذه السنين .
ياليتني كنت حجرا ولم اعرفكم .!
عندها فارقتها بدمعة بعد حديث ذو شجون .
وانا اردد الف تحية للقراءة الخلدونية .
🖋فاخر خالد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق