تُؤَنِّبُنا بِقَسْوتِها الظُّروفُ
وتَحْمِلُنا إلى الأمَلِ الحُروفُ
وبيْنَ العُسْرِ والتَّيْسيرِ حالٌ
بِهِ الأقْدارُ في الدُّنْيا تَطوفُ
فهذا يومُ سَعْدٍ وانْشِراحٍ
وَبَعْدهُ فَجْأةً تَأْتي الحُتوفُ
رَكِبْنا غَفْلَةً بالجَهَلِ ظَلّتْ
تُؤَنّبُنا بِقَسْوَتِها الظُّروفُ
فما التّغْييرُ صعْبٌ إنْ أرَدْنا
وعَزْمُ المَرْءِ تَعْكِسُهُ القُطوفُ
يُعَدُّ الحُبُّ للإنْْسانِ نورا
بِهِ الرَّحمانُ أوْهَبَنا الحُبورا
ألمْ تَرَ أنّ هذا الحُبَّ بِرٌّ
ومَرْحَمَةٌ تُعَلِّمُنا السُّرورا
يَزيدُ قُلوبَنا أملاً وَنَبْْضاً
وَيََمْحو منْ طَبائٍعِها الغُرورا
ومنْ رَضِيَ الحَياةَ بِغَيْرِ حُبٍّ
فقدْ فقدَ المَودّةَ والشُّعورا
فنورُ القَلْبِ بالإحْسانِ يحيا
وبالبُهْتانِ يَرْتَكِبُ الشُّرورا
تَعَطّلَ في تَفَكُّرِنا الصّوابُ
وحلَّ مَحَلَّ عُطْلَتِهِ السّرابُ
كأنّ عُقولَنا عَقّتْ فَتاهَتْ
بِرُفْقَتِها ابنُ آوى والغُرابُ
وهذا الحالَ جَرَّعَنا المآسي
فكانَ هُبوطُنا بئْسَ المُصابُ
فقَدْنا إرْثَنا أدَباً وديناً
وفي إبْصارِنا انْتَشَرَ الضّبابُ
علينا أنْ نُصَحّحَ ما ارْتًكَبْنا
وبالتّصْحيحُ يتّضِحُ الجوابُ
محمد الدبلي الفاطمي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق