مجلة ضفاف القلوب الثقافية

السبت، 30 نوفمبر 2024

اين السلام يا تجار السلام بقلم وديع القس

 أين السّلام .. يا تجّار السلام ..!!.؟ شعر/ وديع القس

/

سرُّ الحياة ِ كما كانتْ من الأزلِ

مخلوقةً بيدِ الجبّار ِ بالمُثلِ

/

مهما تفنّنَ شخصٌ في طرائقهِ

فهوَ العليمُ بما في القلبِ من عُللِ

/

لا يستهينُ إلهاً في في عدالتهِ

مهما تصبّرَ عن أمر ٍ وإنْ زللِ

/

إبليسُ يسكنُ في قلبٍ يشاطرهُ

غلّ النفاقِ وسرّ القتلِ والدّجلِ

/

والكذبُ يطلبُ أعمالاً مخادعةً

والصّدقُ يطردُ ما في القلبِ من ضللِ

/

والسّلمُ ينأى من الشّريرِ مبتعداً

مهما تملّقَ  بالأقوالِ والحيلِ

/

وابنُ الخطيئةِ لا يهملْ مكاسبهُ

والسلمُ لا يُرتجى من قولِ مُبتذلِ

/

والسّلمُ في نيّةِ الجزّارِ منعدمٌ

وصاحبُ السّلمُ طبعٌ فيه ِ بالأصلِ

/

والفرقُ بينهمُ ، كالماءِ من لهبٍ

والطّبعُ مُفترِقٌ ، كالذئبِ والحملِ

/

ونحنُ نعلمُ إنّ الغدرَ في دمهِ

فالسّلمُ مبتعدٌ ،بالكذبِ في فشلِ

/

جميعُ أقوالها ، لا تحتوي أملاً

فالقلبُ منهمكٌ ، بالشرِّ والعَطِل

/

كلٍّ يساقُ على أنغام ِ مصلحةٍ

والويلُ من بلدٍ في حكمةِ الحِيَلِ

/

لا تنظرونَ إلى أقوالِ مالقةٍ

فهي الدّعايةُ للأرباحِ بالدجلِ

/

المرُّ أهونُ من ذلٍّ تمارسهُ

تحتَ الهوانِ من الأغرابِ بالختل

/

الجرحُ لا يكتوي من نارِ مغتربٍ

والشّهدُ لا يصطفي إلاّ من العسلِ

/

لحنُ السّلامِ بعيدٌ عن مآربهمْ

كما البعاد من الأصوات ِعن زحلِ

/

لا يصنعونّ سلاماً في مجالسهمْ

أبن الشّرورِ على الأموالِ متّكلِ

/

عنوانُ أهدافهمْ ، ليستْ بمكرمةٍ

مادامَ في قلبهمْ ،سرّا ً لمُنفتلِ

/

أطفالنا غُصبت تبكي براءتها

سماؤها لهبٌ والارضُ في وجلِ

/

حمامةُ السّلم ِ تشكو وهي باكيةٌ

أينَ الهديلُ وأينَ الّلحنُ بالغزلِ.؟

/

لا نحتملْ وجعاً في غير ِموضعهِ

نحنُ الضحايا  ولا زِلنا بمنعزلِ

/

هدِّىءْ من الرّعبِ يا اللهُ في أملٍ

وارحمْ بقلبكَ ، فالأنسانُ في ضللِ

/

تعال أرحم بمن ضاقت ذرائعهُ

قتلُ الطغاةِ  وللإنسانِ في هطلِ

/

وأنتَ صرختنا يا مَنْ نطالبهُ

في عمقِ آلامنا نرجوهُ في عجلِ

/

أرحمْ بقلبكَ يا الله مقترباً

أنتَ السفينة والمجدافُ إنْ حفلِ

/

وافتح ذراعيكَ نحو الأرضِ ملتمساً

ضياعَ أطفالها ، والأمُ في ثَكلِ

/

رسالةُ السّلم ِ في عينيكَ مسكنها

فمِلْ بوجهكَ نحو الويل ِ بالأفلِ..!!.؟

/

وديع القس ـ سوريا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق