مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الاثنين، 18 نوفمبر 2024

وكرّمَ ابْنَ آدَمَ بقلم محمد الدبلي الفاطمي

وكرّمَ ابْنَ آدَمَ

نامتْ عُيوني وذهْني بَعْدُ لمْ يَنَمِ
والحَرفُ يَسألُ عَنْ كَفّي وعَنْ قَلمي
تأتي حُشودُ بناتِ الفِكْرِ طالِبَةً
تَدْوينَ مُفْرَدَةٍ جاءَتْ مِنَ القِدَمِ
سيقَتْ إلى خَلَدي والعَيْنُ مُغْلَقَةٌ
حَتّى كأنَّ شُعورَ القَلْبِ لمْ يَنَمِ
ما أعْظَمَ الخَلْقَ للإنْسانِ مُكْتَمِلاً
سُبْحانَ ربّي أنارَ العَقْلَ بالقِيَمِ
وكرّمَ ابْنَ آدَمَ العاصي بِمَنْزِلَةٍ
وزادهُ العِلْمَ والإنْعامَ بِالنّعَمِ

لا يَجْتنِي الخيرَ منْ لمْ يَحْمِلِ الضّررا
ولا ينالُ المُنى منْ عَظّمَ الخَطرا 
وأعْقلُ النّاسِ مَنْ لَوْ ماتَ مِنْ عَطَشٍ
لا يقْربُ الماءَ حتّى يَعْرِفَ الصّدرا
ومنْ أرادَ المُنى تأتي بلا نَصَبٍ
أضاعَ عُمْرَهُ في أوْهامهِ عَثرا 
عليكَ نَفْسَكَ فاسْتَثْمِرْ تجارِبَها 
وكنُ شُجاعاً إذا ما الدَّهْرُ قدْ زَأرا
إنّأ لَفي زَمَنٍ بالغَيِّ مُمْتَلِئٌ
يُغْري بِفِِتْنَتِهِ الإنْسانَ والبَشَرا

محمد الدبلي الفاطمي





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق