مجلة ضفاف القلوب الثقافية

السبت، 2 نوفمبر 2024

القَصِيدَةُ السَّلْبِيَّةُ بقلم حمدان حمّودة الوصيّف

القَصِيدَةُ السَّلْبِيَّةُ.
يَا قَـصِيـدِي، إنَّـنِـي أَلْـقَـاكَ صِـفْــرَا
كَفُؤَادِي، مِنْ هَوَى الأَحْبَابِ قَفْرَا
يَا قَصِيدِي، فِيكَ مَعْنَى الحُبِّ قَبْرَا
فَـابْــكِـنِي أَبْـكِـكَ شَـهْـرًا ثُـمَّ دَهْـرَا.

كُـنْـتَ رُوحًـا أَبَـدِيًّــــا، يَـــا قَـصِــيـدِي
كُــنْــتَ سَـيْـــلًا مِــنْ يَــنَـابِــيعِ الـنَّشِيدِ
كُنْتَ طَيْفًا، كُنْتَ طَيْرًا مِنْ وُجُودِي
كُنْتَ نَـهْــرَ الـحُبِّ مِنْ قَـلْـبِي الوَدُودِ.

آهِ، يَــــا أَبْــــيَـاتِــيَ الـحَــــسْــنَــــاءَ، آهِ
صِرْتِ فِي اللَّاشَيْءِ، فِي دُنْيَا الـمَتَاهِ
أَسْكَـنَـتْــكِ الـنَّـارَ أَيْــدِيـهَا اللَّـوَاهِـي
فَــابْكِنِي، دَهْـرًا، فَــإِنَّ الـقَـلْـبَ وَاهِ.

مَـزِّقِـي الأَبْيَاتَ، إنْ شِئْتِ اهْـجُرِينِي
واقْــتُــلِـي الأَوْزَانَ، وارِمِـي بِالـحَنِـينِ
وانْـــثُـرِي قَــلْـبِي شَــظـَايَا، لَا تَـعِينِي
إِنَّــنِـي بِالــشِّعْــرِ أَهْـذِي، فَاعْذُرِينِي.

اِسْـمُكِ الـغَالِـي حُرُوفٌ فِي قَـصِيدِي
فَوْقَ طِرْسِي، فَانْثُرِي الطِّرْسَ وزِيدِي
لَسْـتُ أَبْـغِـيـكِ لِــسُــوءٍ أَوْ لِــقَـيْــدِ...
إِنَّـمَـا جِئْتِ، عَلَى دَرْبِي، قَـصِيــدِي.

كَــسِّــرِي قِـيـــثَـــارَتِـي، لَا تَــتْـرُكِــيـهَــا
فَهْيَ تَشْكُو، فِي الهَوَى، وَصْمًا وتِيهَا
بَدِّدِي الأَلْـحَـانَ، مِـنْ قَلْبِي انْثُـرِيـهَا
فَـوْقَ رَمْسِي، تَشْتَكِي إذْ يَشْتَكِيـهَا.

اِقلِـبِي كَأْسِيَ واسْقِي الأَرْضَ خَـمْـرَا
خَـمْرَ قَلْبِي، عَفِّرِي الأَشْوَاقَ دَهْـرَا
ثُـمَّ قُولِي: لَسْتُ لِـلْـفِـتْـيَـانِ شِعْـرَا
واشْبِعِـي مَا قُـلْتُ تَشْتِيتًا ونَـثْــرَا.

أَحْـرُفِي كَانَتْ رُسُـومًا مِنْ ضِيَــاءِ
نَـحَتَتْ تِـمْـثَــالَ اِسْـمٍ فِـي حَـــيَــاءِ
فَاحْبِـسِيـهَا وارْجُـمِيـهَـا فِـي ازْدِرَاءِ
قَدْ بَدَتْ تَشْكُوكِ إذْ تَرْوِي شَقَائِي

أَحْرُفُ الـنُّورِ تَدَاعَتْ فِي اللّهِيبِ
ثُــمَّ صَـارَتْ ذَرَّةً عِـنْــدَ الـــغُـرُوبِ
لَا تَـــقُـولِــي: إِنَّـــهَـا ذِكْرَى حَبِيبِي
إِنَّـنِـــي أَرْجُـوكِ حَـتَّـى لَا تُـجِـيـبِي.

يــَا فَــتَـاتِي، قَدْ تَسَرَّعْتُ اعْــذِرِيـنِي
واقْلِبِي الصَّفْحَةَ، قَدْ خَابَتْ ظُنُونِي
واحْسَبِي قَـوْلِـي جُـنُونًا فِي جُنُونِ
فَـوَدَاعًا، لَسْتَ أَهْـوَاكِ، دَعِـيـــنِي.

لَا تَعُـودِي، قَدْ قَضَى الـحُبُّ بِقَلْبِي
دَرْبُكِ الـمَحْمُومُ لَيْسَ اليَوْمَ دَرْبِي
لَا تَعُودِي، قَدْ أَمَاتَ الـعَزْمُ حُبِّي
ودَفَـنْـتُ الشَّوْقَ فِـي سَابِعِ جُبِّ.

لَنْ أُنَادِي، بَعْـدَمَا أَنْكَرْتِ ذَاتِـي
إِنَّـنِـي أَهْـوَاكِ، يــَا أَغْـلَـى فَـــتَـاةِ
لَنْ أُثِيبَ الهَجْــرَ بِالوَصْلِ وآتِـي
مَنْ يَصُدُّ الشِّعْرَ أَحْلَامَ حَيَاتي.

رَفَعَتْ أَيْدِي اللَّيَالِي، فَاسْـمَعِينِي
حُـبَّــكِ الـغَـالِي وآلَامَ الـحَـنِـيـنِ
فَـاتْرُكِيـنِي، لَا تَقُولِي: سَيَعِينِـي
لَمْ أَعُدْ أَهْوَاكِ يَا هَذِي،دَعِينِي.
حمدان حمّودة الوصيّف... (تونس) 
"خواطر" ديوان الجدّ والهزل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق