مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الاثنين، 11 نوفمبر 2024

تعامُلنا مع المُتغيّراتِ بقلم: فؤاد زاديكى

تعامُلنا مع المُتغيّراتِ

بقلم: فؤاد زاديكى

إنّ الحياةَ ليستْ ثابتةً على حالٍ واحدٍ، فهي تَحمِلُ في طيّاتها من التَّغيُّراتِ ما يُثيرُ الدَّهشةَ و يُحيي فينا الحافزَ للمُضيّ قُدُمًا. فالمتغيّراتُ التي تطرأُ على واقعنا تَتنوَّعُ بينَ صُعوباتٍ و تَحدِّياتٍ وأحداثٍ غيرِ متوقَّعةٍ، و قد تكونُ أحيانًا إيجابيّةً تَفتَحُ لنا أبوابَ فُرصٍ جديدةٍ لنَحيا حياةً أفضَلَ.

لكي نَنجحَ في التعاملِ مع هذه المتغيّراتِ، يجبُ علينا أن نَتسلَّحَ بالصَّبرِ و المرونةِ في التفكيرِ و السّلوك. فالتّمسُّكُ بالثَّوابتِ و الرَّكودُ عندَ المَواقفِ القديمةِ يَمنعُنا من تحقيقِ النَّجاحِ و يجعَلُنا عُرضةً للفشلِ و الخيبةِ. لا بدَّ لنا من أن نُعيدَ تَرتيبَ أولوياتِنا باستمرارٍ، و أن نُواكبَ التَّقدُّمَ و نتَجاوَبَ مع كُلِّ جديدٍ يُمكنُه أن يُسهمَ في نمونا و تَحقيقِ أهدافِنا.

التّغييراتُ التي تَحدُثُ في الحياةِ ليستْ دائمًا سَهلةً؛ فبعضُها قد يَجرحُنا و يَجعلُنا نَشعُرُ بالضَّعفِ، لكنَّها تَزرَعُ فينا أيضًا دروسًا قَيّمةً تساعدُنا على التَّطوُّرِ و النُّضج. ينبغي أن نَنظُرَ إلى كلِّ تَجرِبةٍ تُواجِهُنا كَفرصةٍ للتَّعلُّمِ. إنَّ المُتعلّمَ من أخطائِه و تَجارِبِه يُصبِحُ أقدرَ على مُواجهةِ تحدِّياتِ المُستقبلِ.

إنَّ التَّجاوُبَ مع المُتغيّراتِ لا يعني تخلِّينا عن مَبادئِنا أو التَّنازُلَ عن قِيمِنا، بل هو قُدرتُنا على التَّأقلُمِ و تَطويرِ أنفسِنا بما يتلاءمُ مع مُتطلّباتِ العصرِ. يُمكنُنا أن نُحافِظَ على هَويّتنا و نَحتفِظَ بمبادئنا بينما نَستَعدُّ للتَّغيُّرِ و تَقبُّلِ ما هو جَديدٌ و مُفيد.

لا تَنسى أنَّ الارتقاءَ و النّجاحَ يتطلّبان إرادةً قويةً و إصرارًا على التَّغييرِ و التَّقدُّمِ. يجبُ أن نَتمتّعَ بالشَّجاعةِ لنَخرُجَ من منطقةِ الرَّاحةِ و نُغامِرَ بالمُحاوَلةِ و تَجرِبةِ أساليبَ جديدةٍ و مَناهجَ مُختلفةٍ. إنَّ الحياةَ مِثلُ بحرٍ مُتقلِّبٍ، و لذا علينا أن نُتقِنَ التَّجديفَ بما يُناسبُ تَيّاراتِه المُفاجئة.

علينا أيضًا أن نَستمدَّ طاقَتنا الإيجابيّةَ من تَفاعُلنا مع النّاسِ، و أن نَكتسِبَ من تَجارِبِ الآخرين. الحياةُ هي مَدرسةٌ لا يَنفَكُّ الدَّرسُ فيها مستمرًّا، و علينا أن نكونَ تلاميذَ نشِطينَ فيها، نَبحثُ دائمًا عن فُرصِ التَّعلُّمِ و النُّموِّ، فالعَقلُ المُنفتِحُ يَرى في كُلِّ مُتغيِّرٍ قيمةً يَسعى لاستِغلالِها.

إنَّ تَفاعلَنا الإيجابيّ مع مُتغيّراتِ الحياةِ سَيُمكّنُنا من التَّأقلُمِ مع التَّحدياتِ و تَحقيقِ أهدافِنا بتَصميمٍ و أملٍ.

المانيا في ٩ نوفمبر ٢٤







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق