مجلة ضفاف القلوب الثقافية

السبت، 16 نوفمبر 2024

جدار الصمت بقلم البشير سلطاني

 جدار الصمت 

كلها كلمات رسمت متناثرة

بغبار زمن ولى دون رجعة 

مسرعة مرصعة لأعوام خلت

يمحوها صدق الذين مروا من هنا 

شبعوا التسويف والضلال الممزق 

برغيف خبر أطبق عليهم الصمت 

خلد كل واحد منهم ألف عام أو يزيد 

في محطات الخذلان والتيه والتمزق 

يحسن بعضهم الحكمة وينتظر غدا 

كل المواعيد تشابهت وتآكلت من تكرار 

ألف نفس الوجود المعمدة بأنواع الأديان 

والألوان الجميلة على طقوس الخضوع 

تتجول في أزقة المعابد  الجديدة 

تحتضر مرارا لتتعمد الوجوه  والطقوس

كل قديم تجدد في ثوب أبيض ناصع

المعطر  بالكافور  وأنواع المسك المقلد 

لا بكاء بعدي اليوم تلك صور مستاءة

من رجولة ضائعة ومن لعب المتحول

لا تكلمني عن تلك المثل المعلقة 

في لافتة مهربة من أوطان  النخاسة

أغلقوا القلوب الرحبة في وجوهنا 

وتربع  اللئيم على مقاليد القبائل 

جلست أراقب الحبيبة  وهي تعلق 

آخر رسالة بللتها دموع  الغياب 

لم تعد فرضيات الأمس  تملي جوابا 

على منوال التتار يسيرون كالسيل 

بكى الحجر والشجر وحجز آخر تذكرة 

وأشعلت آخر سيجارة على عتبة  اليأس 

من علمك تجفيف المواعيد المعلقة 

على خيط الغسيل كأنه  جلس يراود

جمال يفقد عذريته بالخطب الملونة 

حيث تتجمع أركان الخطيئة الهادئة 

على بقايا جثتي المطروحة ثمثالا 

على منضدة الزائرين في عطل الصيف 


بقلمي  : البشير سلطاني


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق