مجلة ضفاف القلوب الثقافية

السبت، 9 نوفمبر 2024

أيها اليأس بقلم أنور مغنية

 أيها اليأسُ


أيها اليأس لقد مات قلبي ونزَفَت روحي

فإلى أين يا دمعي إلى أين ؟

يا زمناً يلبسهُ الأحمق والأعمى 

وكل من يحمل في جثَّتِهِ رأسين.


يا أيها اليأسُ العالقُ فوق حنجرتي 

قهراً وغضباً من صدري ارتفع .

أيها الألمُ المُثقلُ بالجراح والدَّمِ

قف وإلى حكوماتِ الردَّةِ استمع.


غرِّدي حمامة السلام واحملي 

غصن الزيتون سيفاً أو بندقيَّة .

رفرفي ظِلاً فوق أطفال فلسطين 

وازرعي الكرامة دهراً فدهراً

إنهم الملائكةُ الحارسة .


عيني امتدادٌ لدمعٍ بهم 

كلَّما بكوا بكيت،  كلما صرخوا صرخت.

فهم اليوم علَّموني

 كيف يصيرُ الموت حياة.

فوق الأرض الطاهرة. 


يا وطناً عزَّ فيه الحاكمُ الشريفُ

يا أيها المقاوم خذ سلاحك واقتحم 

هذي حكوماتٌ على أوساخها عائمة .


أيها الأسفُ اخرج وقاتل 

وخذ من حزني  باباً للنَّصرِ

دمِّر واعصف وليكن 

طوفانك مقاديرنا القادمة .


تمرَّد ، تمرَّد وارفع صوتك 

صوت مآذن وأجراس كنائس 

واعلن أنَّ دولاً لا تقاتل اليوم 

دولٌ كافرة.


فيا نصر الله أصبحت قريباً

زرعتهم خوفاً ورُعباً 

فإن صلُّوا كان وجهك 

وإن ناموا كان طيفك 

وإن أفاقوا كان صوتك زلزالاً وعاصفة.


ويا ضيفاً بغزَّة ، 

لم تناصرك هذي الحكومات

فهل يحتاجون كي يصدِّقوا

أكثر من تلك الأوصال الممزَّقة ؟

وهل يحتاج طفلٌ لأن يجمع بقاياه 

لكي يثبت لمن لا يفهمه

بأن في هذه الأرض قد غاص دمه؟

ويا عماداً إن كنت حيّاً في جنَّةٍ

فأنت بين الأرض والسماء ثورةٌ باقية.


أيها الأعراب ، أيتها الحكوماتُ

أقسم أن لا رجال بينكم 

نساء ليلٍ أشرفكم عاهرة .


إنهضي أيتها الشعوب 

هذي العيون لو حدَّقت ترعبهم 

فكيف لو كانت مع الطوفان قادمة ؟


أيها الحزن المتربِّعُ فوق شفتي 

أيها الصمت الذي يغتال مهجتي 

أخاف على هذه أمتي النائمة .


أخافُ وعياً و أعرف أنَّ الشعبَ يوماً

سيأتي فوق رقابكم سيوفه صارمة 

أيها اليأس لا تيأس ، إننا نزداد قوةً

لا خير في حكوماتٍ تنافخت شرفاً

إنما هي وارمة .


وإن أشرَقَت شمسٌ عليهم 

فهي الشمسُ الغاربة .

عدوٌ نحن نقاتله 

وتقتلنا حكوماتنا العاربة .

حكوماتٌ مشغولةّ بحصر الأرقام 

وبعد الجمع والطرح والضرب 

ما هم غير أصفارٍ على يسار القائمة .


أيتها الأشلاء انهضي واهتفي 

زمجري واغضبي 

فما أجملَ الأشلاء الغاضبة .

أيتها البقايا تكاثري واجتمعي 

إن الله مع الأطفال 

ولتسمع كل الدنيا 

أن في أرض الجنوب وفي غزةٍ

أطفالٌ بطول قذائفهم 

يشهدون بأن الله معهم 

فهم القوَّة الغالبة.


د. أنور مغنية 2024 11 08


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق