مجلة ضفاف القلوب الثقافية

السبت، 16 نوفمبر 2024

الراعية بقلم ثريا مرتجي

الراعية 
مقل مترفة بصمود الوتد
 على صفيح من نار
  تستجدي دفء السند والجدار
 بين حمائم الأيك تحمل برعما فتيا 
تأتيه قطرة ماء من جوف الأنين
كل حول معتم 
تهدهد وجنة ذاك الجنين
بزخات مطر دافئة
  وترتدي سواد المخاض
بدموع الوريد
سحقا.. للوعةالغياب المشؤومة
تجرفها سيول الصقيع الباردة
كل هنيهة حالمة 
تنشد للأعشاش 
أنشودة العشق والهيام 
وشجون رواية مبهمة
 أنهكتها مشاهد التعري الفاجرة
لازالت تلقب بالراعية
معجونة من تضاريس
 الدهر العاتية
منقوعة في وشاح
 شاهق البياض
نابغة في حياكة أفران الحنان
تتوسل عقارب الساعة  
وجبروت المسافات 
ذات قمر أحمر 
اشتد عود الجنين
تجعدت قهوة الراعية
انتعلت أقدامها خطى
عصامية
لونت خيبة الخريف 
ملامح ربيع مهاجر
فضمت الجنين بحسرة 
لتذرف عبرة ساخية
من شقوق أعواد نعشها
وكفن من خيوط سوداء
 تصارع شروخ الهجر الواهية
وسكرات الإحتضار الباكية
تتوسل طين البيت العتيق
 تناشد عذوبة السواقي النائية
لازالت تنسج من أديم
 خيمة عارية الماء والهواء
 ورسالة عشق مخضرمة 
النظم والإيحاء
لتسعد ظمأ الفيافي الجرداء
 تحاصرها العناكب الشرسة
  وعواصف هوجاء
التهمت الأشواك الحاقدة 
 نعومة مشاعرها بقسوة
 الإفتراء
وطمست الدواهي
هويتها المنحنية
في حضنها ارتوت 
زهرة الصبار 
وانتعشت خلايا الجنين
وعادت الحمائم البيضاء 
لأوكارها
وتبدد جمر المواقد
إلى شروق وحياة .

بقلمي..ثريا مرتجي المملكة المغربية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق