من البحر الكامل
بقلمي: سليم بابللي
===============
ما نالَ مِنْ رَشَدِ العقولِ خِداعُ
مهما تَجَمّلَ بالوفاءِ قناعُ
تلك المواجعُ بيَّنت بِورودِها
شرفُ القبيلةِ للكلابِ يُباعُ
فوقَ السحابِ جناحُ العز نفرده
عجباً لأمرِ الذّلِّ كيفَ يُطاعُ
أو أن نُوَلّيَ للضباعِ ظهورنا
واستسلمت نابَ الأسودِ ضِباعُ
و على مدارِ الدّهرِ ما وَهَنَ الضُّحى
أو ذُلَّ في نَصَبِ الطريقِ شُجاعُ
طودٌ تَرَجّلَ في المعاركِ ظافراً
فوقَ الأَهِلَّةِ رايةٌ و يفاعُ
و عصاهُ ما عَصَتِ اليمينَ بِرميِها
و ارتاعَ من لَهبِ الثباتِ يراعُ
ما كان في دربِ الشهيدِ غضاضةً
و طغى على نهجِ الهُمامِ دفاعُ
بحرُ المروءةِ و الراياتُ تعرفُهُ
للحق درعٌ صامدٌ و ذراعُ
الريحُ تنشُدُ و الأفلاكُ تنشدُهُ
ما ضلَّ سعياً للكرامِ شِراعُ
قدرُ السنابِلِ أن تعودَ إلى الثرى
ليعودَ للأملِ العزيزِ شُعاعُ
و الشمسُ تُغمِضُ في المشارقِ عينَها
لتُحِلَّ مابين العيونِ وداعُ
ما هَزّهُ يوماً دويٌّ ما علا
و يَرِقُّ قلباً ما يئنّ جياعُ
أعجبيبةٌ في الأقربينِ إذا هوى
و تفاوتت للعقربينِ طِباعُ
ليزيدَ نارَ الجرحِ مِديةُ من جَنت
كم عاتَبَ الثِّقَةَ الطليسَ نُخاعُ
والجرح يعتَبُ حِرصَنا و أُفولَهُ
لتزيدَ من ألمِ الوهى أوجاعُ
الغدرُ يقتلُ أهلَهُ إذ طالما
قَتَلت طهارةَ سَعيِها الأطماعُ
ماينفعُ المخدوعَ لعنةُ حظِّهِ؟
أو أن تكابِرَ في الجراحِ رِقاعُ
من باعَ بوصِلةَ الهدايةِ خاسرٌ
مهما تَكَدَّسَ في يديهِ متاعُ
و يُذَلُّ من خانَ الحُسامَ بوقعةٍ
لو أذعنت كيما يشاءُ بِقاعُ
ما مثل تحطيم السلاحِ مهانة
مهما نمت في ساحك الوُزّاعُ
شابت مواويلُ الحرابِ بمهدِها
و تناثرت حول القنا أوزاعُ
ينفي الشجاعةَ ما يُقالُ طفاحةً
إنَّ الشجاعَةَ و النِّصالُ قِراعُ
تبّاً لِواشٍ من وشايته قضت
أحلامُه و كواكبٌ و قِلاعُ
و إذا عزمتَ فللجهادِ وضوءَهُ
طَهِّر مُحيطكَ ما يَهُبُّ صراعُ
و اسأل يمينَكَ إن رأيتَ بوادراً
للشَكِّ في قفرِ السبيلِ تُشاعُ
ذَرُّ الرَّمادِ على العيونِ سَذاجةٌ
تُجلي لما قد شابتِ الأسماعُ
الحَسُّ فينا طاحنٌ بشراسةٍ
فلمن تُوَفَّرُ في النزالِ سِباعُ
أَعَلى موائِدَ للمنافِعِ أُبرمت
كباشاً للكباشِ قِطاعُ
و سوارُ كسرى لايعادلُ زندَه
و الأهلُ أولى لو بكت أتباعُ
بئسَ المسارُ و بِس ماسرنا به
يسعى الجميعُ على الجِراحِ يفاعُ
وسواعدُ الأبطالِ كانت نَصلَهم
منهم جذوعُ الوافدينَ جِزاعُ
قالوا بأنَّ الجمعَ يسندُ ظهرنا
نُصُلُ التَّخلّي في الصُّروفِ نِطاعُ
أَنُعانُ في الساحاتِ أم يُرمى بنا
أغراضَ ما رَغِبَ العُلوَّ رُعاعُ
و لعلَّ ما حصدت جحافلُ غزوهم
يُجزي بأضعافٍ لها مقلاعُ
آنَ الأوانُ لكي نُرَمِّمَ جُرحنا
و كفى بنا في العالمين ضَياعُ
فلكٌ يدارُ كما يُرادُ لنفعهم
و يغيبُ ما لدروبنا نَفّاعُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق