مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الثلاثاء، 17 ديسمبر 2024

بَكَتْ دمْعاً بقلم محمد الدبلي الفاطمي

بَكَتْ دمْعاً

بئيسٌ أنت يا وطنََ العــــــــــجَبْ
أيا وطناً يعيـــــــــــشُ بلا نسبْ
سقطْتَ إلى الحضيضِ بفعل غَيٍّ
غزا التّفكير فانتـــــــشرَ الشّغبْ
ومزّقكَ الصّــراعُ على الكراسي
بضرْبِ النّار فاشـــتعلَ الحطبْ
وقهْقهتِ البــــــنادقُ في بلادي
فأزْهرَ منْ عواصِــــفها الغــضبْ
وفي أسواقنا اجْتمعَ السُّكارى
لعصـــــرِ الخمْرِ منْ حَبِّ العنبْ

وعنْ عربِ الخليجِ حكى النّساءُ
وكان الرّقصُ يصــحبهُ الغــــناءُ
وفي الغُرَفِ المُكيّفةِ اسْــــتعدّتْ
صغارُ المومِساتِ وهُــــنّ شاءُوا
وجاءَ الفاسِقونَ وهــــــــمْ عراةٌ
وبينَ الخِصْيتــــيْنِ هَوى الحـياءُ
وأمّا حينَ تُخْتــــــــــتَمُ اللّيالي
فإنّ غداً يقــــــــــــالُ لهمْ لقـــاءُ
وفي وطنِ العروبةِ ضلّ أهْلي
وهــبَّ الوَيْلُ فاخْـــــتنقَ الوفاءُ

متى كنّا نعيشُ على الدّعارهْ
متى كنّا نُتــاجرُ في القـــــذارهْ
هل الأسلافُ كانوا فاسدينَ
أمِ العملاءُ أضْــــحوْا في الصّــدارهْ
بكتْ دمْعاً على وطني عُيوني
وشابَ الرّأسِ في جوْفِ الخسارهْ
أفكّرُ في السُّــــؤالِ بلا جَوابٍ
ويُؤلمني الحديثُ عَنِ الحَـضارهْ
وعنْ عربِ الجزيرةِ حينَ كانوا
فلاسفةَ الـــــثّقافةِ والتّـــــجارهْ

تصاعدَ في تحاوُرِنا النّــباحُ
وَحمّ الجهلُ فاشتــــبكَ النّطاحُ
وقهـــقَهْ كلّ مَنْ حَضَرَ التّباري
وبين الحاضرينَ علا الصّــــياحُ
طغى التّدجينُ في وطني فأمسى
بأمّتنا التّســـــلّطُ يُسْـــتباحُ
وأفرزتِ العقــــــولُ كلابَ عصْرٍ
يؤازرهُمْ على الشّغَبِ النّباحُ
وإنْ وجَدوا النباحَ بدا عَجوزا
تحرّك للْمُبارَزَةِ السّـــلاحُ

أرى عرباً سماسرةً وحوشا
وفي نزواتهم فاقوا الجُـــــحوشا
تجاوزَ جهلهُمْ سَقْفَ التّدَني
ومنْ غوْغائِهمْ صَــنعوا الجُيوشا
كأنّ الحاكمينَ لهمْ حقوقٌ
بِمُقْتَـــضياتِها ابتَكروا النُّعوشا
وليسَ لنا على الأقدارِ حولٌ
ومنْ حُكّامِنا نخْشــى القُروشا
فكيفَ سيرْحلُ الطّاغوثُ عنّا
وقد فاقَ الغــــــــوائلَ والوُحوشا

شعوبٌ نحنُ أمْ نحنُ العبيدُ
لماذا نحْن جَمّـــــــدنا الجليدُ
لماذا نحنُ كالغِربانِ صِـــــرنا
نقــــــلّدُ في الحياةِ ولا نريدُ
يُحَيّرني التّرقّبُ عنْد أهلي
وقهــــرُ النّاسِ في وطني يزيدُ
نعيشُ على التّقوقُعِ والتّردّي
ويحْكُمُنا التّــــــسلّطُ والوعيـدُ
وهذا حالُ أهلي في بلادي
فأينَ هوَ التّــــــقدّمُ والـــجديدُ

ألا يا حاكمَ الأوْطـــــانِ فينا
تذكّرْ وعْدَ رَبّ العالمــــــينا
فقدْ وعَدَ الرّقيبُ المجرمينَ
بنارٍ تُحْرِقُ البشرَ المُــــــشينا
وهيّأ جَـــنّةَ الفردوْسِ أجْراً
لمنْ كانوا رجالاً صالــــحينا
فهيّا يا شبابَ المُـــــسلمينَ
لنرقى بالهـدى أدباً وديـــــنا
وإنْ أنتمْ لأنْفُسِـــــــــــكُمْ أسأتمْ
فما مِنْ ناصرٍ للظّالميـــــــــنا

محمد الدبلي الفاطمي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق