مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الأحد، 22 ديسمبر 2024

صرخةُ جائعٍ بقلم عبد خلف حمَّادة

صرخةُ جائعٍ
عبد خلف حمَّادة 
-------------&&-----------------
البردُ والجوعُ والإفلاسُ أحسبها 
قواصمَ الظهرِ لا تُبقي ولا تذرُ
فالموتُ أهونُ من إحكامِ قبضتها
لفرطِ قسوتها كم أَعْجَزْتْ بشرُ
فإنما الموتُ ساعاتٌ إذا انصرمتْ
ولَّى العذابُ وزالَ الخوفُ والخطرُ
وَقْعُ السيوفِ على الآباء أحسبهُ
أخفَّ مِنْ وجعٍ،يدريهِ منكسرُ
ماذا تقولُ لطفلٍ بات مرتجفاً
و بطنهُ انخمصت،و أحدقَ الخطرُ
وَ لَكَم كذبتَ إذا ما كفُّه انبسطت
وعينهُ شخصت،والدمعُ ينهمرُ
يريدُ منك نقوداً باتَ مطلبها
حُلْمَ العِطاشِ إذا جافاهمُ المطرُ
ماذا تقولُ و وَخْزُ الجوعُ شجَّعهُ
كي يطلبَ اللحمَ،هل تطهو له الحجرُ
ماذا تقولُ لمرضانٍ تكابدهُ
دونَ الدَّوَا سككاً للحلبِ تُبتكرُ
فليس للأمِّ غيرُ الدمعِ تسريةً
أدرى بحاجتهم،قد لفَّها الكدرُ
بمَ تجيبُ وقد قالت لها ابنتها
لِمَ الجوارُ لديهم دائماً سُفَرُ(:جمع سُفْرَة)
لا تحسديهم على رزق أتى لهمُ
فربما الخيرُ يأتي الناس إن صبروا 
ما كنتُ حاسدة أمَّاه من أحدً
لكنهُ الجوعُ يعمي العقلَ والبصرُ
ننام جوعى رغيف الخبزِ غايتنا 
والغير يتخمهُ أكلٌ و ينفجرُ
أين التكافل بين الخلقِ يعضده 
إنَّ التعاون والإثيار قد هجروا
حق الجوار الذي أرسى قواعده
فينا رسولُ الهدى يا أمتي اعتبروا
---------------&&---------------
مع تحيات الشاعر والكاتب عبد خلف حمَّادة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق