مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الجمعة، 13 ديسمبر 2024

سأنْفُخُ في الرّماد بقلم محمد الدبلي الفاطمي

سأنْفُخُ في الرّماد 

دَعوا الدّهماءَ تفعلُ ما تريدُ
فصوْتُ الحقِّ أسْـــــكتَهُ الوَعيدُ
نُساندُ طُغمةَ الجُهلاءِ فينا
ونرْفضُ أنْ يُغــــيّرَنا الجديدُ
نــــهارٌ ثمّ ليلٌ وانصرافٌ
وعندَ النّاسِ يُعْـــتَمَدُ الرّصيدُ
نُعِدّ منَ الوسائلِ كلّ صِنْفٍ
ونجْــــهلُ أنّ نكْسَــــتنا تزيدُ
فمـا الأيّامُ إلاّ طيْفُ عَيْشٍ
وما الإنســــــانُ إلاّ ما يريدُ

تلاحِقُنا المَتاعِبُ والكُروبُ
وتصْرعُنا الكَمائنُ والخُـــطوبُ
ونعْتقِدُ اعْتقاداً فيهِ لُبْسٌ
تُجسّدُهُ الخـــبائِثُ والعُــيوبُ
ترانا في الشّعوبِ بلا ضَميرٍ
ولا حِسٍّ تُـحَرّكهُ الــــقُــلوبُ
سَماسرةُ البلادِ بغَوْا كثيراً
فهاجَمَنا بِظُـــلمَتهِ الــــغُروبُ
وأصْبحتِ الشّبيبةُ في بلادي
بِعَرْضِ البحْرِ أغْرقَــها الهُــروبُ

دعوا النّزَواتِ تفعلُ ما تـشاءُ
فداءُ الحَيْفِ هَبّ بهِ البـــغاءُ
أتانا الــــعصْرُ مُخْتلفاً علينا
وفي أوْساطنا انْتحَرَ الـــحَياءُ
نُنافقُ بعْــــضنا في كلّ أمْرٍ
كأنّ الفِـــكْرَ عَطَّــــلهُ الوباءُ
وننْتـــهِزُ الظروفَ إذا انْفرَدْنا
فنفْعلُ في التّصـرُّفِ ما نـــشاءُ
إذا الإنسانُ قَهْقرَهُ التّدنّي
ترَسّخَ في ثقافَتِـــهِ الغَــــباءُ

تعلّمَ جُلّنا فَنّ الفـــجورِ
فَعِشْنا كالقوارضِ في الجـحورِ
نخافُ اللّيلَ في وطني نهاراً
ونخشى أن نقاد إلى القــبورِ
كأنّا في السّلاسلِ قد أسِرْنا
بقيدِ الجهل في كلّ العُـــصورِ
وفي نشر الفسادِ قدِ اتّسَعْنا
فساءَ الحالُ منْ وجَعِ البُـخورِ
وظلّ الدّهرُ مُنقلباً علينا
سواءٌ في الغـــيابِ أو الحــضورِِ

سأنْفخُ في الرّمادِ من العبادِ
لبعْثِ الجمرِ منْ تحْــتِ الرّمادِ
ولنْ أدعَ الجهالةَ في بلادي
تُتاجِرُ في المــــصالحِ والـــــعبادِ
ندمتُ على السّكوتِ بشأنِ نهبٍ
تناسلَ كالأرانبِ في بــلادي
تجسّدُهُ انتـخاباتُ الأهالي
بِزورٍ في الحواضرِ والـــبوادي
وهذا أسوأ الأفــــــعالِ شرّاً
لأنّهُ يستجيبُ إلى الفــــسادِ

ورثْنا من تفاسيرِ الأهالي
سَخافاتٍ تجــــــرُّ إلى الضّلالِ
كأنّ عقولهم رقدتْ فأضحتْ
جماداً في النـساءِ وفي الرّجالِ
ومنْ لمْ يكتسبْ علماً مفيداً
تدحْرجَ نحْو شَـــيْطنةِ الخصالِ
كأمّتنا التي ظـــــلّتْ قرونا
تقبّل في الرّؤوس وفي النّـــعالِ
أتَتْهُمْ بالمصائبِ بنتُ جــهلٍ
فجرّدتِ العقولَ منَ المعالي

محمد الدبلي الفاطمي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق