مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الخميس، 9 يناير 2025

حارَ عن وصْلِكَ العِداء مَرِيرَا بقلم محمد عبد الجليل العزاني

حارَ عن وصْلِكَ العِداء مَرِيرَا
فتكاثرت في مداك عُسُورَا

بينما أنت بالمخاطر تحتج
حُشود الإباء تجلو اليسيرا 

والتباشير حالها أنْ ترى النور
بآمال فكرِكَ المنظورا

وأقلّ الكلام يحتضر البال
لُحُونًا إلى الورى والسطورا

خيبات الزمان عبر البرَارِي
لم تغير مقامك المشهورا

فارتحلتَ طبائعاً تحمل العلم
إلى ساهر الليالي نُذُورا

واكتَسَوْتَ مواهباً تتجلّى
كلما استحضرَ الخطاب شعورا

واجتمعتَ عزائمًا تقتل الذنب
بأدهى أشيائها مأسورا

تألف المُتعبون في مرفئ الصبر
مُطِلًّا على العوالم نورا 

فإذا اعتادك الكِرام تدلّيْتَ
عليها تُهِبّ شيئًا وفيرا

وإذا استاءَكَ الأنام سَمَا وَجْهِكَ 
بَسْماً مِنْ حَوْلِهَا منصورا 

هكذا تقهر الأعادِي خُلُقًا
يمنياً يموتُ فيهِ الغرورا 

وحَيَاءً يُبدِيكَ أنْ تجْهَلَ العيبِ
يَكفي بَأنْ يدومَ الضميرا
 
وكريماً سَمْحُ الملامح تجتاح
بإيقاظِهِ اليؤوس القَتُورا

واكتمالاً تَمْتَدّ عَبْرَ المقادير
فتغتال في صَلَاهُ الثُبُورا

وملكتَ النقاء من حكمة الصبر
فأحقَنتَ في مداهُ القُفُورا

فقصدتَ الشعور في طالع النجوى 
تلوذ القصيد لحنًا مثيرا

وَهتَكْتَ الأستار عن ثائر النفس
 لِيَلْتَاح حلمهُ المهجورا

فتهادت لَكَ الأماني الجميلات
لأنّك في الله الوَقُورا
.
.
.
محمد عبد الجليل العزاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق