بقلم فاطمة حرفوش سوريا
كان في قمر سهران
والوطن في حضنه يغفو بأمانْ
الشمس تداعب في الصباح
الباكر جبينه الوضّاء وتسمح آثار
الوسن عن جفونه المثقلة بالأحلامْ
والنسائم تعانق بحياء وجهه الفاتنْ
نفث الغدر سمومه في أرضه الطاهرة
وزرع الحقد بذوره
فتقطعت أواصر القلوب
وإستيقظ من غفوته الشيطانْ
وأرسل جيوشه المسعورة ليلاً
فارتدت ذئابه في دجى الليل
ثياب الحملانْ
وركبت خيولها المتوحشة
تحمل بيديها صولجان الأمر والنهي
وتنادي بفخرٍ أنا حامي البلدانْ
مضوا مسرعين لأرض القداسة
عواؤهم يملأ الوديانْ
يتقدمهم بصلفٍ موكب السلطانْ
ينثرون الرعب ويغيّرون
وجه المدن الجميلة بوجهٍ غريبٍ
مريبٍٍ قادمٍ من غابر الأيامْ
بكت الأرصفة واشتكت
تبدل الحال والأحوالْ
وتساءلت بحيرةٍ من أنا ؟!!..
قولوا لي يا أهل هذا الزمانْ
استباح مدني الغرباء وضاعت هويتي
بالله كيف دارت وجنت علي الليال
وكشفت ستري أشباح الظلامْ
هرب الأمان من شوراعي
وسُرِق فرح الأنامْ
لم تعد تروي أرضي عيون الغيم
وباتت حقولي كئيبةً تشتاق لمسة
حنان فلاحٍ يزرع الحب والأمل
فتضحك لمرآه الأرض وأشجار الزيتون وتنبت أغلال القمح من يده
وتفرح مروج الربيع لقدومه
ويزهر نيسانْ
كان ياماكان ... كأننا لم نكن يوماً
أنباء وطنٍ واحدٍ عريقٌ بحضارته
نتقاسم رغيف الخبز
ونتشارك المحن والأشجانْ
ولا كنَّا إخوةً تجمعنا الألفة والمحبة
ولا كنَّا أحبةً ولا كنا عمراً جيرانْ
كان ياما كان .. ويصرخ الوطن
عالياً مستنجداً أتفرحون بموتي !!.
أنا الوطن المصلوب
الغارق بالدم المكبل
بأغلال الجهل وسيف الدين
والأحقاد وسلاسل الأحتلالْ
إن مت .. ستصبحون جميعكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق