مجلة ضفاف القلوب الثقافية

السبت، 15 مارس 2025

تمتمات بقلم جميل أحمد شريقي

تمتمات
=============
في اعتقادي لم يعُد لي إخوةٌ
                 فأنا عندَهمُ كالغُرَباء
لم يعُد فيهم تجاهي نخوةٌ
           بل كلامٌ وخِصامٌ و عَداء

صاحبُ اليومِ عدوٌّ في غدٍ
           وكريمٌ صارَ مثلَ البخلاء
وأخي من لحم أمي وأبي
  باعني بالرُّخصِ من أجلِ النساء

ظاهرُ الناسِ يُعادي باطناً
       وتقيُّ القومِ معدومُ الحياء
ومُحِبُّ العلمِ أقصى عالِماً
         عاقرَ المالَ وأدنى الجُهلاء

كثرةُ الإخوانِ ليسَت عزوةً
    كثرةُ الإخوانِ من بعضِ البلاء
وحياةُ الفردِ امسَت نعمةً
            وبها يرتاحُ من كمِّ الغباء

والذي أودعتَهَ سِرَّاً غدا
        فاضحاً للسِّرِّ معدومَ الرجاء
فاطرحِ الناسَ من الفكرِ وكُن
  واحداً في العيشِ أستاذَ الجفاء

كانَ في الماضي اخي واليومَ لا
       باعني من اجلِ مالٍ او ثراء
حينما كانَ فقيراً زارَني
 وجفاني حينَ في الجيبِ امتلاء

قيلَ: في الإخوانِ عونٌ وسنَد
        قلتُ: هذا في زمانِ الأنقياء
حاضرُ اليومِ جفاءٌ ونكد
             وأخٌ جزَّ نواصي القُرباء

تمتماتي أوجعَت قلبي فما
            لفؤادي من أحِبّائي عزاء
تصنعُ الخيرَ وتلقى ضِدَّهُ
      هكذا الإخوانُ تمسي كالوباء

يا إلهي لا تُحِجني لأخٍ
      أو صديقٍ يدَّعي طبعَ الوفاء
واكفني رزقاً وزِدني هِمَّةً
 كي أعيشَ العُمر طيراً في فضاء

أصعبُ الوعدِ الذي تُخلَفُهُ
       من صدوقٍ خانَ عهدَ النُّقباء
تحتسي المّرَّ وفي القلبِ أسى
       وجراحُ القلبِ لا ترجو شفاء

في زماني لستُ أرجو إخوةً
           إخوةُ اليومِ ذئابٌ سفهاء
لستُ ارجو غيرَ ربي وحدَه
     ولهُ شكوايَ في صدقِ الدعاء
====================
بقلمي 
د.جميل أحمد شريقي 
( تيسير البسيطة )
   سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق