مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الاثنين، 26 مايو 2025

عندما تموت قصيدة بقلم سليمان نزال

عندما تموت قصيدة

عندما تموت ُ قصيدة
لا تبحث عن رماد ِ الحروف في وادي العبث
كُن ْ أنت َ الحدث
أحييت َ ذاك الوقت َ الهامشي بماء الروح ِ و الورد
   حتى ظَنت ْ ساعات الجفاف و الجفاء بأنها نهر الأنفاس و الونس
       ألفُ زيتونة ٍ تأخذ ُ الكلمات لحقل ِ المواجد كي ترى صحوة َ التعبير كطائر الوعد ِ فوق أغصان الحدس
حفظت َ بالأعصاب ِ و الأهداب, وصايا الذاهبين لنور الله المنتقم الجبار, كي يبدأ تاريخ النازفين المرابطين , في نعت صفحات و صفات الهاربين المطبعين بالدنس
قصص ُ الفناء تآخت ْ تحت الدمار الكوني , فتعاونت ْ دموع ُ غزة و أشلاء ُ المخيمات على دفن ِ الجثث
لا عُمر لك , فزنودك زمن , و أنت َ الواقف بدمك َ الهلالي على شاطىء الآلام و الترويع و التجويع مثل الحرس
       أيعقل ُ أن تكون هذه الأرقام الغيابية كالوسواس الخناس, تفتشُ عنها, في مهالك الذكاء الاصطناعي, فلا تعثر إلاّ على آثار ثمود و عاد وتضاريس العقوق المنهجي الذي لجرحك لم يكترث
    لا ماء لك و كل ما حولك ماء و روافد للغباء الرملي و جدوال للجحود الرسمي و ألقاب خرافية معلق في رقابها مليون جرس !
كُن ْ أنت َ الحدث..و صوَب النيران المقدسة و لو من تحت الركام و الشهادة و الجدث
مَن كان مثلكَ لا يبالي..إن غابت ْ فراشةٌ عن دروس المواعيد وتوجَهت بما تبقى لها من ألوان الغوايات, لعقد صفقة اللقاء العابر المثمر, مع ذئب ٍ مفترس !
     ستموتُ قصيدة, مثلما ماتت ْ من قبلها , قصائد و حكايات ومواثيق و أشداء عناقات ربيعية, و انتظارات فستقية, وفواكه للصخب الصقري..و سيرث ُ من كفي الذي يرث ..
     أنت َ الذي قلت َ , ليمامةٍ عائدة لضلوعك الجبلية من بعد غيمتين و تسعين ملحمة بوحية..أهلا بسمرائي ! إن قصيدة الشهداء و الأقداس و العشق الفدائي..ولدت ْ كي لا تموت, و ستنبت ُ كما الأشجار العاشقة في تراب ِ الحق و عن جذورها نحن نقتبس.
  
سليمان نزال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق