كل شيء يشيخ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه البلادُ المكتظّةُ بالحزن،
كلّ شيءٍ فيها ليس له أهمية،
سوى:
المقابر،
المذاهب،
التصفيق.
المدنُ شاخت بفعل الحرب،
وتقسمت خريطة البلادِ أسهماً
للنِّصاع*.
سقفُ المطالب انخفض حتى صار
يلامسُ كسرةَ الخبز… لا أكثر.
كلّ شيءٍ توارى خلف:
الحزن،
القهر،
الملل.
لا ريشةُ الفجرِ تعزفُ أوتارَ المشاعر،
ولا عشمُ المساءِ يثيرُ الأقدامَ للرقص.
الليلُ هجرَ العشاقَ، وباتَ مسرحًاً
للأنين.
النوافذُ مشرعةٌ، لا تنتظرُ إلا الريح
لتُمرجِح أكتافَها.
الأمنياتُ تموت،
والأحلامُ يدهسُها
قطارُ الخيبات.
الأيامُ السوداءُ،
لا قرشٌ أبيضُ يُبددُ سوادَها،
ولا فرحٌ يُقشّر كآبتَها.
أحيانًا: تعضّ بأسنانٍ الفوضى،
أحيانًا: تُقنُص من بنادقَ منفلتة،
وفي أحايينَ كثيرة:
تَفترسُ،
بأنيابِ الفقرِ والحاجة.
نهادنُ الحزنَ بالشعر،
نُطاببُ الجروحَ بالدموع المالحة.
كلُّ شيءٍ في هذه البلاد… يشيخ،
إلا الحزن، والحنين، والذكريات.
سعيد العكيشي / اليمن
هامش *النِّصاع هو هدف للقنص

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق