مجلة ضفاف القلوب الثقافية

السبت، 24 مايو 2025

تراتيل الرمضاء بقلم مبارك اسماعيل حمد

تراتيل الرمضاء
مبارك اسماعيل حمد 

الظلّ يلثم ثغر الحجارة،
والشوك بين خاصرتيه علامة 
والطين شفاه عطشى .

أعلّقُ فوق شمسي مظلّةً
نسجتُها من صرير العتاب،
أرفعها…
كي لا تُحرِقني لسعات البرد،
وطنين الذباب .

كأسٌ مترنّحة،
تُسقِي شغف الشراهة ،
برقةِ شمسٍ قائظة.

تتجولُ الذكرى،
ما عادت تسقينا...
من فمٍ تبخّر،
من غيمٍ تشظّى.

سبخة ..ثبج ..غثاء 
مرآةٌ للهاجعين وحزن مباح 

والمصابيح 
تطنُّ كجراحٍ ضاحكة.

دماء التعب،
تخيطُ خيمةً للحالمِ بوعدٍ
لا يتذكرهُ الفجر.

الياس،
يأكلُ أطرافَ من دهنوا أصابعهم
بأمنياتٍ مشطوبة.

تنورةٌ زرقاء،
مدفونةٌ بين اصابع عاشقة 
تلهثُ تشتاق عناقٍا.

صوتُ محركٍ يشهقُ،
يوقظ الرمضاء،
يصرخ في أذنِ المستغيث:
لا من ندى… لا من ظل.

خيام اوتادها آهات نساء ،
تتأرجح كجثثٍ تتعلّقُ بأملٍ غائم،
تنزفُ بغاثاً،
ولا طير…
يُظلّل هذا الانتظار المصلوب.

لا وابلَ،
لا غيمة،
 عبورٌ بلا ظلّ،
وصياح 
من فمٍ مقهور.

على خاصرةِ الرملِ،
ينبتُ الرجاء صلاةً
من فمِ الجفاف.

والحجرُ،
بقايا ألفة فارقت قيلولة البراح 
مرمي علي قارعة الطريق 
كشاهد علي خيانة الشرفاء!
نسجتُ من وجعي رداء،
علّقته في فضاءِ الصمت،
كي لا تلسعني
نظراتُ الغياب.

الضوءُ،
يتعثّر سكراناً
من حرقةِ الانتظار،
والكأسُ...
ترتجفُ فوق كفٍّ
نسيتْ شكل الماء.

أمنيات ،
تتمشّى على حوافّ النسيان،
لا تسقي،
لا تُرجع الخطى،
ولا تهمس للفجر بشيء.

ومناديل البكاء 
تقهقهُ مثل جراحٍ
أدمنت التمثيل.

خيوطُ التعب
ترقّع خيمةً لوعودٍ
لم تعد تعرفُ أسماءها،
والفجرُ…
يمرّ دون أن يعتذر.

الصهدُ،
يأكلُ أطرافَ الأحلامِ المؤجلة،
والأشواق…
تنكمشُ على نفسها
كأرملةٍ في انتظار الرد
عرائش 
تتدلّى من أزهار الطفولة،
كدمي فارقتها براءة المطر .

لا وابلَ،
لا غيم،
ولا طريق يوصل.
فيا أيها الراحلُ في الرمضاء،
لا ظلَّ لكَ في هذا التيه،
ولا نجمةً تهدي خُطاك.
أو نبوءة يفوه بها صوت
أدمن النواح.

مبارك اسماعيل حمد
16/4/2025

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق