وطني أسمى من الموت ..!!.؟ شعر / وديع القس
/
لَفُّوا الحبالَ على عنقي وينتظِروا
منّي التذلّلَ والتخوينَ ما حذرُوا
/
لا تهربوا من ضياء ِ الشّمس ِ يا بهمٌ
إنَّ الكرامةَ فوقَ الموت ِ تُعتَبَرُ
/
إنَّ الكرامةَ لا تحلو لمبتذَل ٍ
وصاغرُ النّفس ِ طولَ العمر ِ مُحتَقَرُ
/
إنَّ الحياةَ وتحتَ الذلِّ سافلة ٌ
وقوّةُ الحقِّ أسمى منكَ يا قدَرُ
/
إنِّي أتيتُ إلى الدنيا بمكرمة ٍ
فلا رُهابكَ يثنيني ولا القهرُ
/
الموتُ مرّةْ وإنْ طالتْ بهِ الحُقُبا
فكنْ بموتكَ رمزَ الحرِّ ما نذروا
/
فاقطعْ وصاليْ قُبيلَ الفجرِ مقتربا
فالصبحُ علمي معَ الأنوار ِ ينتشرُ
/
مزِّقْ كما يفعلُ الذؤبانُ ما فعلوا
فالموتُ ربحٌ بداعي الحقِّ ينتصرُ.!
/
الروحُ تأبى خنوعَ الجسم ِ في ألمٍ
وترتقيْ سلّمَ الأمجاد ِ ما كبروا
/
أنتَ النّعيمُ لروح ِ الحقِّ يا وطني
حتى وإنْ بتروا الجثمانَ أو ضُمِروا.؟
/
والجسمُ يُدفنُ تحتَ التُّرْب ِ يمنحهُ
غذاءَ روح ٍوللأزهارِ يُختمرُ
/
والروحُ تعلو إلى الآفاق ِ سامية ً
تسطّرُ المجدَ عندَ الله ِ تعتَمرُ
/
أخفيتُ دمعي على الأوجاع ِ مبتسماً
قربانَ تربك ِ يا أوطانُ أفتخرُ
/
ساقهرُ الموتَ في موتي ويتبعهُ
دمُ الشّهيد ِ ليرويْ القمحُ والشجرُ
/
انا فخورٌ بطعم ِ الشّهد ِ يا بهمٌ
إنَّ الشّهادةَ تعلو الموتَ ما قهروا.!
/
ورشفةٌ من رضاب ِ العِشق ِتسكرنيْ
وفي النهاية ِ انفاسيْ ستبتشرُ*
/
وسيرةُ العالم ِ الأعمى براحلة ٍ
والنورُ يسريْ معَ الجبّار ِ ينتثرُ
/
إنّ الحياة َ بدون ِ العزِّ مقفرة ٌ
ووقفة ُ العزِّ بعدَ الموت ِ تنفطرُ
/
لا تعزفُ الّلحنَ للصمّاء ِ ما سمعوا
والرّايةُ الحقِّ للأعمى بلا نظرُ
/
إنَّ الحياةَ معَ الإنصاف ِ نشوتهَا
فلا تناصرُ ظلما ً كيفما جبروا
/
يا قاتلَ الجسم ِ إنَّ القتل َ أغنية ٌ
ولحنها بخلود ِ الشّمس ِ ينبهرُ
/
ويسعدُ الرّوحَ جسمي في شهادته ِ
فلا مكانَ لحزن ٍ سرّهُ الظفر ُ
/
عندَ الكِرام ِ جراحُ الصّمت ِ صارخة ٌ
تعلو المشانق َ والإعدامَ ما قهروا
/
وعندما يغلق ُ السّجان ُ محكمتي
تعانقُ الرّوحَ منِّي قدسُها الطّهرُ
/
حبّي سينفخُ في الأحجار ِ نسمته ُ
والرّوحُ تعلو إلى الأمجاد ِ تنصهرُ
/
تقرّبيْ يا حبال َ الموت ِ غائرة ً
وكيفما حلّت ِ الآلام ُ تندحرُ.؟
/
كلُّ المبادئ والآراء ِ زائلة ٌ
إلّاك َ يا وطنَ الأقداس ِ تزدهرُ
/
فقلْ لحبلكَ : أنْ يقوى على عنقيْ
فلي اشتهاءٌ بموت ِ الحقِّ أفتخرُ..!!,؟
/
وديع القس ـ سوريا
/
على أوزان البحر البسيط

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق