مجلة ضفاف القلوب الثقافية

الثلاثاء، 22 يوليو 2025

الحكم بإعدام الثقافة 2 بقلم علوي القاضي

 2 الحكم بإعدام الثقـافة 2

            (مُحاكَمَةُ سقراط) 

       تحقيق : د/ علوي القاضي

... وصلا بما سبق ، لذلك يجب أن نفرق بين (الديموكراسي ، حكم الشعب ) و (الموبوكراسي ، حكم الرعاع ) ، تلك خلاصة أزمة الديموقراطية الأثينية  فالمحاكمه تعتبر (مقارنه بين منطق «سقراط المثقف العاقل» ويمثل حرية التعبير) وبين تلك (التجهم والجمود في قضاة أثينا) ، الذين يصرون على إعدامه رغم  منطقه  السليم  

... في الكتاب يؤكد (ستون) أن تهمة (عدم تبجيل الآله وتهمة إفساد عقول الشباب) أنها تهم ليست كافية للحكم بالأعدام 

... وهنا يؤكد (ستون) أن هناك تهم أخرى لم ترد في الوثائق ، وهي (محاورات أفلاطون الشهيرة) وهي وثائق أدبية وفلسفية أكثر منها تاريخية 

... هناك تساءل هل  مسرحية (السحب) للكاتب (أريستوفانيس) كانت سببا لإدانة سقراط ؟! ، لأنه جعل من سقراط معلم سوفسطائي يتقاضي أجرا ليعلم الطلاب المراوغه للتنصل من   قضاياهم أمام المحاكم

... تشكل محاكمة سقراط 

 كان أحد أسباب رفض تلميذه أفلاطون للديموقراطية في جمهوريته (محاورة عن طبيعة العداله) ، وكذلك رفض أفلاطون أي فرصة للترقي الطبقي فعلى ابن الفلاح أن يعمل في نفس مجال أبيه وسوف ينال كل التبجيل ، وعلى أبن الطبيب أن يتعلم من أبيه وهكذا ، كما أنه أضاف أنه يجب الأبقاء على طبقة العبيد لأنها لابد وأن تحدث توازنا في نسيج المجتمع  

... علينا ان نعرج على قضية  المشكله السقراطية ألا وهي فكرة حرية التعبير وأستخدام اللغه انه يحاول أن يضع ضوابط لحرية التعبير فهناك فرق كبير عنده بين التحرر اي التحلل من القيود الرقابية وبين الحرية كشكل ناضج من أشكال التعبير فـ (الأولى) ربما تسفر عن مالا يحمد عقباه ، اي انها قد تصيب الدهماء بحاله من الفوضى الفكرية فيسعون لأنكار القيم إعتقادا منهم أن ذلك مرادفا للحرية  

... من هنا نؤكد أن تهمة عدم تبجيل الآلهه  كانت مجرد فرية ألصقت بسقراط  

... يوم المحاكمة خمس مائةُ قاضٍ جلسُوا ، على المُدرَّج ذي المَقاعد الخشبيَّة المُغطاة بِالحُصُر ، وفي مواجهتهم ، رئيسُ المحكمة مُحاطاً بِكاتبهِ والحَرَس ، وفي أسفلِ المدرَّج وُضِعَ الصُّندوقُ الَّذي سيضع فيه القضاةُ أحكامَهم بعد إنتهاء المحاكمة ، الجلسةُ عَلَنيَّةٌ ، ولا يُسمَح فيها لِغير الرِّجال بالحُضور ، أمَّا الطَّقسُ  فقد كان جميلاً ، مِمَّا أدخلَ الإرتياحَ إِلى نفُوس الجميعِ   ما عدا (تلاميذَ سقراط) وعلى رأسهم ( أفلاطون) ، وجعلهم يأملونَ بجلسةٍ كاملةٍ لا يربكُ مجراها مطرٌ يهطلُ على الرُّؤوس أو بردٌ يعطِّل تواصلَ الأفكار ، وذلك في  محكمةٍ إنعقدتْ  في الهواء الطَّلق في أثينا 

... إنتهتِ المحاكمةُ بِتجريم ( سقراط) بِإِنكارِ الآلهةِ ، وإِفسادِ شباب أَثينا بِأفكار ومبادئ إِلحاديَّةٍ ، وصَوَّتَ ضِدَّهُ ( 281) قاضِيًا مَعَ تَجريمٍ إِضافيٍّ هُوَ (إحتقار المحكمة) مِمَّا زادَ من حَنَقِ القُضاةِ عَلَيهِ ، فَحكمتْ عليهِ المَحكمةُ بِأَنْ يَنتَحِرَ بِشُربِ كأسٍ من سُمِّ ( الشَّوكران) ، وأعلنتِ الحُكمَ أمام المَلَأ المُحتشِد ، ولكنَّ ( سُقراط)  حينَ سَمِعَ النُّطقَ بِالحُكم ابتسَمَ ابتسامةَ ازدراءٍ 

... تحياتي ...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق